لم يكن هدي السلف في هذا القرآن دون تدبر وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب. ففي البخاري عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي. فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان). وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله). ما حكم قراءة القرآن من المصحف بغير وضوء؟ ^ قراءة القرآن على غير وضوء جائزة؛ ما دام القارئ طاهرًا من الجنابة، وقد ورد أن سيدنا عمر كان يقرؤه على غير وضوء، فلما سُئِل في ذلك أجاب بما يفيد أنه جائز، وأما حمله على غير وضوء، فقد أجاز أبو حنيفة ذلك إذا كان بغلافه، أي: إذا كان مُغلفًا داخل كساء. ولقد اختلف العلماء في مس المصحف على غير وضوء، فالجمهور على المنع من مسِّه. ويقول الإمام القرطبي: واختلفت الرواية عن أبي حنيفة، فرُويَ عنه أنه يَمَسُّه المُحدِث حدثًا أصغر، وقد رُوِيَ هذا عن جماعة من السلَف، منهم ابن عباس وغيره.ويقول الإمام القرطبي أيضًا: وقد رُويَ عن الحكم وحماد وداود بن علي أنه لا بأس بحمله ومسِّه للمسلم طاهرًا أو محدثًا حدثًا أصغر، أما مس الصبيان للمصحف فالأظهر الجواز؛ لأنه لو مُنِع لم يَحفَظ القرآن. الشيخ أحمد حماني رحمه الله