أبدى الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية استعداده لمناقشة مسألة تواجد قوات حفظ السلام الدولي على الأراضي السورية، في حالة الإطاحة بالرئيس بشار الأسد، وذلك في رده على آخر تقييم قدمه الأخضر الإبراهيمي حول الوضع في سوريا. أعرب الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ائتلاف المعارضة الرئيسي في سوريا، عن استعداده لإمكانية القبول بقوات سلام دولية في سوريا في حال رحل الأسد وحلفاؤه عن السلطة. وقال المتحدث باسم الائتلاف، وليد البني، في تصريحات نقلتها وسائل الإعلام، إن الائتلاف منفتح على أي مقترح في حال تمت الإطاحة بالأسد وحلفائه من بينهم كبار ضباط الجيش والجهاز الأمني. وجاء ذلك ردا على سؤال بشأن تصريحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، والتي قال فيها إن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام. وأوضح المتحدث بأنه في حال تحقق هذا الشرط، فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في ”مناقشة أي شيء”، مشيرا إلى ”أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذين يدعمون النظام”. وكانت بعض شخصيات المعارضة رفضت فكرة وجود قوات دولية، مؤكدة أنها قد تؤدي إلى انقسام البلاد على أساس مذهبي أو طائفي. وكان الممثل الخاص المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية إلى سوريا، الأخضر الإبراهيمي، في آخر تصريح له، قال إن الوضع الأمني في سوريا يشكل عقبة رئيسية أمام إيصال المساعدات الإنسانية، وإن نقص التمويل يعد العائق الأكبر، مضيفا أن تمويل خطة الاستجابة للمساعدات الإنسانية في سوريا لم يتجاوز 50 ٪، كما أن خطة الاستجابة الإقليمية لم تحظ إلا ب38٪ فقط من التمويل المطلوب لها. وفيما يتعلق بالصراع المسلح، قال الإبراهيمي، في إحاطته الثانية أمام الجمعية العامة في الجلسة الخاصة بسوريا، إن المواجهات العسكرية تتواصل دون هوادة، بل إن القتال امتد جغرافيا تقريبا إلى كافة المناطق السورية وازدادت كثافته بشكل كبير، مضيفا أن القوات المناهضة للحكومة حققت مكاسب على الأرض في عدة مناطق خلال الأسابيع القليلة الماضية، وتتسع مساحات الأراضي التي يسيطرون عليها، وتتسم أحيانا بقيمة إستراتيجية، إلا أن الحكومة لا تزال واثقة من أن اليد العليا ستكون لها. وأشار الإبراهيمي إلى تزايد التوتر على طول الحدود السورية التركية لبعض الوقت، وإلى خشية كل من العراق والأردن ولبنان من عواقب ما يجري في سوريا على دولهم ومواطنيهم، وإلى قلق اللاجئين الفلسطينيين الذين يقدر عددهم بأكثر من نصف مليون لاجئ من الانجرار للصراع الدائر حول مخيماتهم، وداخلها أحيانا. كما أشار إلى القلق من التطورات في الجولان السوري المحتل ومحيطه، واحتمال تصاعد التوتر ليؤثر على المنطقة الأكبر. وقال إن التهديدات التي يتعرض لها السلام والاستقرار في المنطقة ليست تهديدات نظرية، ولا تتعلق بالمستقبل البعيد، فدول المنطقة تتحمل بالفعل عبء مئات الآلاف من اللاجئين، وفي حالات كثيرة تكون التوترات حقيقية ومتزايدة في أجزاء من مجتمعاتها بين مؤيدي ومعارضي النظام السوري. وعلى الصعيد السياسي، نوه الممثل الخاص المشترك بتشكيل تحالف الثورة السورية وقوى المعارضة في الدوحة منذ أكثر من أسبوعين، والذي أكد ضرورة رحيل الرئيس السوري بشار الأسد ومعاونيه عن السلطة قبل التفكير في التسوية السياسية.