قال الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية إنه قد يسمح بنشر قوة دولية لحفظ السلام في سوريا إذا تخلى الرئيس بشار الأسد وحلفاؤه عن السلطة. وردا على سؤال بشأن تصريحات المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي بأن أي وقف لإطلاق النار لا يمكن أن يصمد إلا إذا أشرفت عليه بعثة لحفظ السلام، قال المتحدث باسم الائتلاف وليد البني إن المعارضة قد تقبل نشر مثل هذه القوة إذا تخلى الأسد عن السلطة أولا. وقال البني في مؤتمر صحفي عقد في ختام أول اجتماع لائتلاف المعارضة بكامل أعضائه الستين في القاهرة، إن الائتلاف مستعد للنظر في أي اقتراح إذا رحل الأسد وحلفاؤه بمن فيهم كبار الضباط في الجيش وأجهزة الأمن، وأضاف أنه إذا تحقق هذا الشرط أولا فإن الائتلاف يمكن أن يبدأ في مناقشة أي شيء، مشيرا إلى أنه لن تكون هناك أي عملية سياسية حتى ترحل الأسرة الحاكمة وأولئك الذي يعاونون النظام. وطالب كل من يطرح خطة سياسية أن يعلم أنه بعد مقتل خمسين ألف شخص وإصابة مائتي ألف آخرين ونزوح خمسة ملايين عن ديارهم، لن يقبل السوريون ببقاء من قمعوهم وقتلوهم طيلة الأعوام الخمسين الماضية في أماكنهم. وأقر الائتلاف الوطني في ختام اجتماعاته التي استمرت ثلاثة أيام في القاهرة، أقر آلية تشكيل الحكومة المؤقتة واختيار رئيس الحكومة وأعضائها على أن يُستكمل النقاش حول تشكيلها في اجتماع لاحق. وقالت سهير الأتاسينائبة رئيس الائتلاف في مؤتمر صحفي أنه سيتم تشكيل لجنة قانونية لملاحقة عناصر النظام السوري قضائيا على الجرائم التي ارتكبها. وكشف سكرتير الحزب اليساري الديمقراطي الكردي السوري محمد صالح كدو عن اتفاق جميع الأحزاب الكردية في سوريا على أن يكون نظام الحكم ما بعد بشار الأسد اتحاديا فدراليا يضمن جميع حقوق مكونات الشعب السوري. وقال كدو في تصريحات لوكالة الأنباء الألمانية إن الأحزاب الكردية السورية المعارضة اتفقت على ضرورة حماية المناطق الكردية من قبل قوة عسكرية باسم “يبكا” أي قوات حماية الشعب. وذكر أن هذه الاتفاقية الكردية سوف تطرح على الائتلاف الوطني السوري المعارض. وفي الأثناء، قال وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو إن الأزمة السورية بحاجة لموقف واضح وفعال أكثر من الحاجة لمبادرات جديدة. وشجع أوغلو في مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي عقد في نهاية أعمال المنتدى العربي التركي في إسطنبول، نظراءه العرب على التعاون من أجل وضع حد “لمذبحة الشعب السوري”، متحدثا عن “اختبار ضمير ليس للمسلمين والعرب فقط وإنما للمجتمع الدولي كله”. أما الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي فاعتبر أن التغيير في الأزمة السورية لن يحدث إلا عندما يتحرك مجلس الأمن، وهو الأمر الذي لم يحدث للآن. وأكد عدم رغبة الإبراهيمي بتكرار نفس السيناريوهات السابقة التي قام بها من تقديم مقترحات يوافق عليها النظام السوري ثم لا تنفذ. من ناحية أخرى، اتهم وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الدول الغربية بمحاولة نشرالديمقراطية في الخارج “بالحديد والدم”، مدافعا عن رفض موسكو الانضمام إلى الدول المطالبة بتنحي الرئيس بشار الأسد عن الحكم. واعتبر لافروف أمام اجتماع لمجلس الأمن والشؤون الخارجية أن “دفع الديمقراطية بالحديد والدم لا ينجح.. وفي معظم الحالات يؤدي ذلك إلى نتيجة عكسية ويقود إلى تقوية شوكة المتطرفين والقوى القمعية ويقلل من فرص التغيير الديمقراطي الحقيقي”.