أثارت المفاوضات الثلاثية التي تجريها كل من حركتي أنصار الدين والجبهة الوطنية لتحرير الأزواد مع الحكومة المالية في واغادوغو، عاصمة بوركينافاسو التي بوشرت فيها نهار أمس، بحثا حل للأزمة في دولة مالي، حفيظة الحركة العربية الأزوادية التي تم تجاهلها تماما، واستفز إقصاؤها قادة الحركة الذين هددوا بعدم العدول عن العمل المسلح في حالة الإصرار على عدم إشراكهم في المفاوضات لتقرير مصير إقليم الأزواد ومالي. وحسب محمد المولود رمضان مسؤول العلاقات الخارجية في الحركة العربية الأزوادية، في تصريح ل"الفجر"، فإن الحركة العربية الأزوادية تمثل 40 بالمئة من الشعب الأزوادي، ومن حقه المشاركة في قرارات تقرير مصيره، ومنها المشاركة في المفاوضات الرسمية المقامة حاليا في بوركينافاسو بين ثلاثة أطراف وهم أنصار الدين، الجبهة الوطنية لتحرير أزواد، وكذا الحكومة المالية، من خلال الوسيط البوركينابي الرئيس بليز كومباوري، متسائلا عن السبب الذي يجعل الجميع يعتقد أن حل الأزمة مرهون بجمع الأطراف الثلاثة على طاولة واحدة، في حين لم يهتموا بالوزن الذي تمثله الحركة التي شاركت في المعارك ضد الحكومة المالية، وتملك من الأسلحة ما من شأنه التأثير على أمن المنطقة. وقال المولود رمضان "إن أي حل دون العودة إلى الحركة العربية الأزوادية محكوم عليه بالفشل"، لأن الحركة عازمة على التمسك بخيار الاقتتال وعدم التخلي عن السلاح، حتى يتم النظر في مطالبهم التي لا تقل أهمية عن مطالب حركة تحرير الأزواد التي تمثل الطوارق. وقال إن الحركة لا تعترف بهذه المفاوضات ولن تتقيد بالحلول التي من الممكن أن تنبثق عنها مهما بلغت أهميتها، لأنها تغاضت عن مطالب عرب الأزواد الذين تحرص الحركة على حماية مصالحهم. ودعا مسؤول العلاقات الخارجية بالحركة الرئيس البوركينابي إلى إشراكهم في المفاوضات ضمانا لوصول الجميع إلى حل مجد يحفظ مصلحة كل حركة و كل طرف، وتجنب المجازفة بمقترحات سرعان ما تصطدم بالرفض من سكان المنطقة. يذكر أن وزير الخارجية المالي، تيمان كوليبالي، تنقل بمعية وفد رسمي، أول أمس، إلى العاصمة البوركينابية، لإجراء محادثات مع فصيلين من حركة الطوارق المتمردين في شمال مالي، حركة الأزواد وحركة أنصار الدين، وذلك بدعوة من وسيط مجموعة ‘'إيكواس'' الرئيس كومباوري، حيث ينتظر أن يقترح الرئيس كومباوري أهداف هذا اللقاء الرامي إلى ‘'وقف كامل للأعمال العدائية بين الجانب المالي والحركات المسلحة، في مقابل قبول هذه الحركات بوحدة تراب مالي والتخلي عن فرض الشريعة''، وهما المطلبان اللذان تطرحهما حركتا الأزواد وأنصار الدين. حسيبة. ب