الإبراهيمي يدعو لتشكيل حكومة انتقالية أكدت روسيا على ضرورة التمسك بالحوار السياسي لحل الأزمة السورية، محذرا المجتمع الدولي من تحريض الأطراف وإعطاء الشعب السوري الحق في تقرير مصيره، وذلك بعد أن وجّهت الخارجية الروسية دعوة إلى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف إيجاد حل للأزمة السورية، وحثت النظام السوري على التحاور مع المعارضة، فيما دعا الأخضر الإبراهيمي إلى تشكيل حكومة انتقالية ذات صلاحيات كاملة. أعلن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عقب مباحثاته مع نظيره المصري محمد كامل عمرو، أن موسكو تتفق مع القاهرة أن شعوب المنطقة يجب أن تقرر مصيرها دون تدخل خارجي. وقال لافروف في مؤتمر صحفي مشترك في موسكو أمس الجمعة 28 ديسمبر، إن روسيا تقيم الجهود المصرية الرامية إلى تسوية الأزمة في قطاع غزة وتجاوز الخلافات الفلسطينية الفلسطينية. مشيرا إلى أن الجانبين بحثا الأزمة السورية وأكدا على ضرورة وقف العنف في هذا البلد وتحقيق التسوية على أساس بيان جنيف. كما أضاف الوزير الروسي، أن الشعب السوري وحده هو من يقرر متى يجب أن يرحل الأسد والمجتمع الدولي لا يجب أن يقدم شروطا مسبقة. وقال لافروف إن المجتمع الدولي يجب ألا يحرض الأطراف المتنازعة على مواصلة إراقة الدماء بل يجب أن يدفعها إلى أن تسلك الطريق الذي حدده بيان جنيف والذي يقضي بتهيئة الظروف لكي تتوصل كل القوى السياسية والطوائف في سوريا إلى اتفاق حول شكل الدولة الذي تريده. وفي نفس السياق، وجهت الخارجية الروسية دعوة الى رئيس الائتلاف الوطني السوري المعارض معاذ الخطيب للمشاركة في مفاوضات بهدف حل النزاع السوري، كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف الجمعة، لوكالة أنباء ريا نوفوستي. وأوضح أن اللقاء يمكن أن يعقد في موسكو أو خارج روسيا على سبيل المثال في جنيف أو القاهرة. وقال بوغدانوف ”لقد تم نقل الدعوة وقد وصلت الى معاذ الخطيب”. وصرّح ولافروف، أمس الجمعة، أن روسيا تحث القيادة السورية على تنفيذ دعواتها السابقة إلى الحوار مع المعارضة. وقال لافروف للصحافيين ردا على سؤال عن اجتماعه الخميس، مع نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد ”نشجع فعليا القيادة السورية على تنفيذ استعدادها الذي أعلنته للحوار مع المعارضة”. وأضاف ”سنستمع إلى ما سيقوله لنا الأخضر الإبراهيمي وبعد ذلك نتخذ قرارا بخصوص لقاء جديد” ثلاثي بين روسياوالولاياتالمتحدة والأمم المتحدة، موضحا أن مثل هذا اللقاء يمكن أن يعقد في جانفي بعد عطلة الأعياد في روسيا. وكان الناطق باسم الدبلوماسية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش اعتبر الخميس أنه من الضروري ”القيام بمبادرات نشطة وحازمة من أجل وقف حمام الدم” في سوريا. كما نفى بشكل قاطع وجود وجود اتفاق بين الروس والأمريكيين حول تشكيل حكومة انتقالية مع بقاء الرئيس السوري بشار الأسد إلى حين انتهاء ولايته في 2014، كما كانت أوردت بعض الصحف. وقال، منذر ماخوس سفير الائتلاف السوري المعارض في باريس لوسائل الإعلام، ”هذه في الحقيقة ليست دعوة جديدة فسبق لوزير الخارجية الروسي بتوجيه مثل هذه الدعوة قبل أسبوعين لمعاذ الخطيب وكان رد الائتلاف في حينه أنهم لا يريدون الآن الذهاب إلى موسكو. والجديد اليوم أن روسيا أكدت إمكانية إجراء المفاوضات في القاهرة أو جنيف، وأخذ الآن بعين الاعتبار تسارع الأحداث على الأرض وتغير موازين القوى لصالح الثورة وهو ما يفسر الحراك المتسارع هذه الأيام. أعتقد أن الائتلاف سيقبل الدعوة ولكن من حيث المبدأ لا نجد تغييرا في الأساسيات أو العوامل الهيكلية في سوريا فصرح فاروق الشرع بأن الأسد أحاط نفسه بجيل جديد يدعوه للاستمرار حتى النهاية، وحتى تصريح لافروف البارحة لا يعكس تحولات إيجابية عندما قال إن فرص الحل السياسي تتضاءل وأن الحل هو الدماء وكذلك تصريحات الإبراهيمي الذي قال إنه لا مؤشرات على أن الأسد يريد الدخول في مفاوضات مع المعارضة”. وأكد منذر ماخوس أن الائتلاف لن يجري مفاوضات مع الأسد أو المحيطين به من قيادات عسكرية. ودعا الموفد الدولي الاخضر الإبراهيمي الخميس، إلى تشكيل حكومة انتقالية بصلاحيات كاملة لحين إجراء انتخابات في سوريا، مؤكدا على وجوب أن يكون التغيير ”حقيقيا” في البلاد التي تشهد أزمة مستمرة منذ 21 شهرا. ولم يوضح الإبراهيمي ما سيكون عليه مصير الرئيس السوري بشار الأسد، نتيجة هذا ”التغيير”. وتنفي روسيا وجود اتفاق مع الولاياتالمتحدة حول بقائه في السلطة حتى نهاية ولايته في 2014، من دون أن تتاح له امكانية الترشح.