عادت داميني إلى الهند جثة هامدة، لكنها قدّمت الحياة من جديد لملف العنف والاغتصاب ضد المرأة، الملف العالمي الذي لا يهمد ولا يتوقف، يعيش أيضا في وطننا العربي خاصة وأننا نعيش مرحلة انتقالية طويلة لنسميها بكل المسميات، ربيع دائم، أو أي اسم آخر، ذلك أن الثورات العربية التي أسقطت الأنظمة وفتحت جبهة الديمقراطية وصدّرت حسن نيتها إلى دول الجوار لم تقم بالكثير بعد، هي بالكاد أزاحت بعض الغبار على كتفيها ولا يزال الأمر شاق وطويل أمامها، إذ لابد من إصلاحات جذرية كبيرة كما يجب عليها قبل كل هذا الحفاظ على المكاسب السابقة، لا تعني الثورة على الإطلاق التخلي عن المكاسب السابقة والبدء من جديد الثورة تعني قطوف متواصلة وليس سقوط قطوف قديمة. وعليه لماذا تضيع مكاسب المرأة القديمة والتي حازت عليها بعد نضال طويل وسط الثورة، وهل من حق الأنظمة الجديدة أن ندوس على كل تلك المكتسبات؟ الأنظمة التي اعتلت السلطة في البلدان التي شهدت الثورة تحاول في كل مرة الأكل من ما حققته المرأة في السابق، والمتمثل في رصيد حريتها، وكذا قوانين الأسرة التي حاربت لأجلها طويلا، كذلك نسب مشاركتها البرلمانية ومن استحقاقاتها في الميدان السياسي لصالح وجهات نظر إسلامية تعتبر ما تم الحصول عليه كثير ولا تستحقه المرأة. منذ استقلال البلدان العربية والمرأة تخوض نضالها في تونس وفي مصر وفي الجزائر، فالاشتراكية الأولى التي شهدتها بعض هذه الدول (مصر والجزائر تحديدا) ساهمت بشكل ما في رفع الحس النضالي للمرأة وفي بروز صوتها، مجانية التعليم والصحة آنذاك قدمت لنا قاعدة من النساء العاملات اللواتي فتحوا الأبواب المغلقة أقصد الأبواب التي ظلت مغلقة لقرون طويلة لدى المجتمعات العربية، فاليوم لا يمكن للمرأة أن تبلغ مرتبة ما، كل الرتب وصلت إليها وهذا بفضل جهود امرأة الستينات التي كانت تملك الاعتقاد ومفهوم التضحية، وبالتالي هناك الكثير من المكاسب، صحيح لا يزال وضع المرأة هشا وكل هذه المكاسب غير كافية إلا أنها موجودة، في تونس مثلا وصل سقف الحقوق الخاصة بالمرأة إلى مستويات عالية في مصر كذلك، لذا المرأة العربية تريد ثورة تضيف إليها وليس ثورة تأخذ منها. هاجر قويدري