يعود، اليوم، أزيد من 8 ملايين تلميذ إلى مقاعد الدراسة بعد 15 يوما، من عطلة الشتاء، في جوّ مكهرب بين نقابات الأساتذة والوزارة الوصية، والذي سيدفع ثمنه وكالعادة المتمدرسين، كونه تزامن مع إعلان المجلس الوطني المستقل لأساتذة التعليم الثانوي والتقني “الموسع” وقف الهدنة والدخول في إضراب ليوم واحد حدد تاريخه يوم الأربعاء 16 من الشهر الجاري، في حركة احتجاجية وطنية قد تنتقل من الثانويات إلى المتوسط والابتدائي، إذا ما التحق “الانباف” الذي هدد بدوره بشل المدارس منتصف هذا الشهر، تنديدا ب”تلاعب” الوزارة بمطالبهم وتبنيها قرارات انفرادية دون العودة إلى الشريك الاجتماعي. انتهت المهلة التي منحتها نقابات التربية لوزير التربية، بخصوص النظر في انشغالات 600 ألف موظف بمختلف أسلاكهم، والتي اعتبرها المنسق الوطني لمجلس “الكناباست” في بيان -استلمت”الفجر” نسخة منه - مهلة طويلة، صاحبها تأخر في الرد عليهم وتقديم إجابات مكتوبة رغم مرور شهر كامل على جلسات العمل الثنائية بين النقابة والوزارة، والتي جاءت بعد الانتظار والتأجيل المكرر. وأوضح نوار العربي، أن المكتب الوطني والمجلس الوطني في دورته المنعقدة يوم 3 جانفي بولاية بومرداس، تفاجأ بعدم اتخاذ إجراءات ملموسة لتجسيد محتوى محضر الاجتماع المؤرخ في 15 أفريل 2012، بل وأكثر من ذلك ولمدة شهر كامل لم تقدم إجابات مكتوبة حول الانشغالات المطروحة في جلسة العمل ليوم 6 ديسبمبر المنصرم، والتي دامت أكثر من ست ساعات متتالية عندما تم مناقشة انشغالاتهم المتعلقة بتحيين منح الامتياز والمنطقة لولايات الجنوب، وملف طب العمل خصوصا ما تعلق بحل إشكالية المناصب المكيفة في القطاع، وكذا ملف السكن خاصة ما تعلق بإشكالية سكنات الجنوب، وتجسيد ما ورد في محاضر اللجنة المشتركة المكلفة بدراسة ملف السكن عامة، وانشغال ترقية الأساتذة التقنيين رؤساء الورشات ورؤساء الأشغال إلي أساتذة التعليم الثانوي عن طريق التسجيل على قوائم التأهيل والامتحان المهني، وكذلك الأساتذة المهندسين ذوي الأقدمية أقل من 10 سنوات والذين تشملهم رخصة الوزير الأول في المراسلة 200 المؤرخة في 16/03/2011، لتحويل مناصبهم بعد النجاح في المسابقة إلي رتبة أستاذ رئيسي للتعليم الثانوي، والذين لم يستفيدوا من الإدماج في إطار تعديل القانون الخاص. وتنتظر النقابة أيضا الرد على انشغالاتها المتعلقة بإيجاد حلول عملية تسمح بترقية معلمي المدرسة الابتدائية وأساتذة التعليم الأساسي إلى رتب التوظيف القاعدية، وفي أقرب الآجال وكذا التسوية المالية للمنصب العالي أستاذ منسق منذ 01/01/2008، ووضع حد وحل المشاكل الناجمة عن تطبيقات القانون الأساسي المعدل 12/240 في شقه المتعلق بالإدماج في مختلف الرتب. ودعا نوار في شق آخر، إلى ضرورة مباشرة اللجنة الحكومية أعمالها المتمثلة في عملية جرد الممتلكات والعقارات والأموال والمصروفات السابقة من أموال الخدمات الاجتماعية، حتى تستخدمها اللجان الحالية في مصلحة عمال القطاع. وأضاف المتحدث ذاته، أن “المجلس الوطني يعبر عن استيائه الكبير وخيبة أمله من هكذا ممارسات، ويرفض الأسلوب الجديد في التعامل مع نقابتهم، ويدعو وزارة التربية الوطنية إلى شراكة حقيقية تسمح بالتكفل الفعلي بحل الإشكالات المطروحة في آجالها بدل العمل الانفرادي، ثم اللجوء إلى الترقيع بعد فوات الأوان”، ما جعلهم يقررون الدخول في حركة احتجاجية وطنية في 16 جانفي 2013، تعقبها تنظيم جمعيات عامة في اليوم نفسه لبلورة أرضية المطالب المستقبلية والسبل الكفيلة بتحقيقها. وينوي المجلس توسيع الاحتجاجات إلى المتوسط والابتدائي بعد أن أعلن عن فتح مجال الانخراط لهم في نقابتهم “كنابست الموسع” لمدرسي الطورين الابتدائي والمتوسط، داعيا إياهم للالتحاق بها والالتفاف حولها، فيما أوصى المكتب الوطني بالعمل على تنظيم ندوتين وطنيتين لمدرسي الطورين الابتدائي والمتوسط، وذلك حتى يتسنى لهم طرح انشغالاتهم ومناقشة أرضية مطالبهم، والشروع في هيكلتهم وفق القانون الأساسي للنقابة المنبثق عن مؤتمرها الثاني.