عيّنت السلطات المالية جنرالا فرنسيا لإعادة تأهيل العسكريين الماليين وتدريبهم بغية تحرير الشمال من الجماعات المسلحة التي أحكمت قبضتها على ثلثي الأراضي، وتمّ اختيار كل من سيغو، موليكور ووموبتي كمعسكرات لتكوين الجنود في وقت كثّفت فيه الجماعات الجهادية من تحركاتها لاستقطاب عرب الأزواد وضمهم إلى كتيبة أنصار الشريعة. تحدثت صحف مالية عن تعيين جنرال فرنسي للإشراف على تكوين العسكريين الماليين، مشيرة إلى أن الكثير من الماليين لم يكن ينتظر وصول المكوّنين، فيما كان بعض هؤلاء المكونين قد غادر باماكو باتجاه سيغو، موليكور ووموبتي، التي حددت كنقاط للتكوين وتدريبات إعادة تأهيل العسكريين الماليين. وقالت صحيفة مالية، إن ”هنالك بعض الضباط الشباب في معسكر كاتي، مقر الانقلابيين السابقين، يوجدون في غاية الفرح لأنهم يريدون القتال من أجل تحرير المناطق المحتلة، حيث أعلن بعض هؤلاء الشباب عن ترحيبهم بالجنرال الفرنسي”. ونقلت إحدى الصحف، من جهة أخرى، أن بعض العناصر غير موافقين على إيقاف الرائد ديانسانا، مساعد الوزير الأول السابق الشيخ موديبو ديارا، مشيرة إلى أن اعتقاله تسبب في حالة انشقاق داخل صفوف الانقلابيين السابقين. الرائد الموقوف، متهم بأنه كان الوسيط بين الوزير الأول السابق وبعض العسكريين، حتى إذا وقعت أي تطورات يمكنه أن يضرب بقوة أبناء سنوغو، زعيم الانقلاببين، وفق تعبير الصحيفة. نفس الصحيفة عادت لتقول إن حركة عربية جديدة تحمل اسم ”أنصار الشريعة” تم تشكيلها في الشمال المالي على يد عمر ولد حماها، الذي وصفته بأنه ”الرجل ذو اللحية الحمراء” و”الزعيم الكاريزمي” بجماعة أنصار الدين في تمبكتو. وأضافت الصحيفة أن ”عناصر الحركة الجديدة منشقة عن جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا”، قبل أن تنقل تصريحات لولد حماها يقول فيها إنه ”عن طريق هذه الحركة سيستعيدون كل العرب في المنطقة من أجل تشكيل جبهة خاصة بهم”. وأشارت الصحيفة. إلى أن الحركة الجديدة تتمركز في مدينة تمبكتو، وتحظى بدعم العرب في عدد من القرى المحلية قبل أن تنقل عن بعض المصادر أن هذه الحركة الجديدة هي التي هاجمت مواقع الحركة الوطنية لتحرير أزواد على الحدود الجزائرية. وأضافت في سياق آخر، أنه ”منذ أيام انتشر في باماكو خبر يفيد بأن الإسلاميين المسلحين الذين يحتلون الشمال المالي يهددون بقتل الشريف عثمان ماداني حيداره وبعض الزعامات الدينية الأخرى”. وأضافت أن حيداره الذي يترأس تجمع الزعماء الروحيين المسلمين الماليين، الذي طالما ندد بهدم أضرحة وقبور الأولياء والصالحين، وتطبيق الشريعة في مدن الشمال، استقبل فيديو يظهر فيه جهادي يهدده بالقتل، وهو التهديد الذي اعتبر أنه حقيقي. متهما السلطات بعدم اتخاذ أي إجراءات لمواجهة انعدام الأمن الذي ينتشر بشكل متزايد في المدن الواقعة تحت سيطرة الدولة، قبل أن يعلن أنه لا وجود للسلطات في مالي فكل إنسان يهتم بنفسه فقط.