تطرقت الصحافة المالية إلى التطورات في الشمال المحتل من طرف الجماعات الإسلامية المسلحة، والأوضاع في العاصمة باماكو، حيث نطالع في صحيفة (Le Reporter) موضوعاً عن التهديد بالقتل الذي تلقاها الشريف عثمان ماداني حيداره، الداعية الأكثر شعبية في مالي. وقالت الصحيفة إنه "منذ أيام انتشر في باماكو خبر يفيد بأن الإسلاميين المسلحين الذين يحتلون الشمال المالي يهددون بالقتل الشريف عثمان ماداني حيداره وبعض الزعامات الدينية الأخرى"، وأضافت أن حيداره استقبل فيديو يظهر فيه جهادي يهدده بالقتل، وهو التهديد الذي اعتبر أنه حقيقي. متهماً السلطات بعدم اتخاذ أي إجراءات لمواجهة انعدام الأمن الذي ينتشر بشكل متزايد في المدن الواقعة تحت سيطرة الدولة، قبل أن يعلن أنه لا وجود للسلطات في مالي فكل إنسان يهتم بنفسه فقط. ويترأس حيداره تجمع الزعماء الروحيين المسلمين الماليين؛ الذي طالما ندد بهدم الأضرحة والقبور، وتطبيق الشريعة في مدن الشمال. وقد عادت صحيفة (Le Reporter) لتتناول الموضوع الأمني من زاوية أخرى متحدثة عن تعيين جنرال فرنسي للإشراف على تكوين العسكريين الماليين، وأشارت إلى أن الكثير من الماليين لم يكن ينتظر وصول المكونين؛ فيما كان بعض هؤلاء المكونين قد غادر باماكو باتجاه سيغو وموليكور ووموبتي، التي حددت كنقاط للتكوين وتدريبات إعادة تأهيل العسكريين الماليين. وقالت الصحيفة إن "هنالك بعض الضباط الشباب في معسكر كاتي، مقر الانقلابيين السابقين، يوجدون في غاية الفرح، لأنهم يريدون القتال من أجل تحرير المناطق المحتلة، حيث أعلن بعض هؤلاء الشباب عن ترحيبهم بالجنرال الفرنسي". بعض الصحف المالية نقلت عن مصادر مقربة من قوات الأمن أن سيارة معبأة بالمتفجرات تجاوزت التفتيش الأمني عند مدخل العاصمة باماكو؛ السيارة التي تم تحديد رقم لوحتها ما تزال مفقودة، وهو ما اعتبرت الصحف في باماكو أنه "يفسر مضاعفة الدوريات الأمنية التي تجوب المدينة، مؤكدة أن السلطات لجأت إلى المشايخ والأئمة لإخبار السكان ودعوتهم إلى الحذر". ونقلتال صحيفة عن مصادر مقربة من الانقلابيين السابقين أن بعض العناصر غير موافقين على إيقاف الرائد ديانسانا، مساعد الوزير الأول السابق الشيخ موديبو ديارا، مشيرة إلى أن اعتقاله تسبب في حالة انشقاق داخل صفوف الانقلابيين السابقين. الرائد الموقوف متهم بأنه كان الوسيط بين الوزير الأول السابق وبعض العسكريين، حتى إذا وقعت أي تطورات يمكنه أن يضرب بقوة أبناء سنوغو، زعيم الانقلاببين، وفق تعبير الصحيفة. نفس الصحيفة عادت لتقول إن حركة عربية جديدة تحمل اسم "أنصار الشريعة" تم تشكيلها في الشمال المالي على يد عمر ولد حماها، الذي وصفته بأنه "الرجل ذو اللحية الحمراء" و"الزعيم الكاريزمي" بجماعة أنصار الدين في تمبكتو. وأضافت الصحيفة أن "عناصر الحركة الجديدة منشقة عن جماعة أنصار الدين وحركة التوحيد والجهاد في غرب إفريقيا"، قبل أن تنقل تصريحات لولد حماها يقول فيها إنه "عن طريق هذه الحركة سيستعيدون كل العرب في المنطقة من أجل تشكيل جبهة خاصة بهم". وأشارت الصحيفة إلى أن الحركة الجديدة تتمركز في مدينة تمبكتو، وتحظى بدعم العرب في عدد من القرى المحلية، قبل أن تنقل عن بعض المصادر أن هذه الحركة الجديدة هي التي هاجمت مواقع الحركة الوطنية لتحرير أزواد على الحدود الجزائرية.