سوريا تنتقد الإبراهيمي بعدما لمح إلى ضرورة رحيل الأسد دعا الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، أول أمس الخميس، المجتمع الدولي إلى تسليم مقعدي سورية في جامعة الدول العربية والأمم المتحدة إليه، بغية سحب ما تبقى من شرعية نظام الأسد، مشيراً إلى أنه يعمل على تشكيل حكومة مؤقتة، فيما هاجمت الحكومة السورية الأخضر الإبراهيمي بعد تصريحاته بعدم جدوى وجود الأسد في المرحلة الانتقالية متهمة إياه بعدم الالتزام بالمهام الموكلة إليه. وقال في بيان صادر عنه إنه قدم خلال اجتماع دعت إليه وزارة الخارجية البريطانية مسودة رؤية للمرحلة الانتقالية، ترتكز على انتقال منظم تستمر فيه مؤسسات الدولة بالعمل وتسيير الأعمال وينسحب الجيش مباشرة إلى قواعده ويتم نزع السلاح من المدنيين، ويتم توجيه التركيز الوطني نحو الوحدة الوطنية وإعادة البناء. وأشار إلى أنه يعمل على تشكيل الحكومة المؤقتة حاليا بعد توحيد العمل العسكري من خلال هيئة الأركان، كما جدد التأكيد على رفضه للحل السياسي في ظل بقاء النظام. وجاء طلب الائتلاف في بيان أصدره بعد مشاركته في مؤتمر دعت إليه وزارة الخارجية البريطانية في التاسع والعاشر من الشهر الجاري في جنوب بريطانيا، وشارك في الاجتماع خبراء وجامعيون متخصصون في كيفية إدارة وتجاوز الأزمات وأعضاء في قيادة الائتلاف وممثلون لدول عربية وأجنبية ووكالات دولية، بحسب ما كانت أعلنت وزارة الخارجية البريطانية. من جهة أخرى، انتقدت سوريا المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي، أول أمس الخميس، ووصفته بأنه منحاز ”بشكل سافر”، وذلك ردا على تصريحاته يوم الأربعاء التي استبعد فيها أي دور للرئيس بشار الأسد في حكومة انتقالية ودعا فيها الرئيس السوري فعليا إلى التنحي. وقال الإبراهيمي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية ”في سوريا بالذات اعتقد أن ما يقوله الناس هو أن حكم أسرة الأسد لمدة 40 عاما أطول بعض الشيء ما يجب. ولذلك فالتغيير يجب أن يكون حقيقيا، واعتقد أن الرئيس الأسد يمكنه أن يتولى زمام القيادة في الاستجابة لتطلعات شعبه بدلا من مقاومتها في تلميح من الدبلوماسي الجزائري المخضرم إلى أنه ينبغي للأسد أن يتنحى. ونقلت الوكالة العربية السورية للأنباء عن بيان لوزارة الخارجية أن سوريا تستغرب بشدة ما صرح به الابراهيمي وقالت أن ذلك يظهر بشكل سافر انحيازه لمواقف أوساط معروفة بتآمرها على سوريا وعلى مصالح الشعب السوري. وقالت الوزارة في وقت لاحق إنها رغم ذلك لا تزال مستعدة للعمل مع الإبراهيمي لإيجاد حل سياسي للأزمة. وفي سياق متصل، حذر وزير الخارجية البريطاني وليام هيج يوم الخميس من احتمال تزايد العنف في سوريا. وقال إنه يجب على المجتمع الدولي أن يصعد رده إذا حدث هذا. وينتظر في وقت لاحق التقاء دبلوماسيين من الولاياتالمتحدة التي تدعم المعارضة وروسيا التي تدعم الأسد مع الإبراهيمي في جنيف، وقبيل الاجتماع كررت روسيا إصرارها على ضرورة عدم تدخل قوى أجنبية للإطاحة بالأسد وعلى أن رحيله لا يجب أن يكون شرطا مسبقا للمفاوضات. وقال ألكسندر لوكاشيفيتش، المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية، ”السوريون وحدهم يمكنهم الاتفاق على نموذج ما أو التطور القادم في بلدهم”.