شهدت جامعة جيجل، مؤخرا، احتجاجات بالجملة، أبرزها تجمع عشرات الأساتذة الجامعين الذين يعيشون ظروفا اجتماعية مزرية، أمام مقر رئاسة الجامعة للمطالبة بمفاتيح 70 مسكنا بتاسوت التي تحصلوا على مقررات الاستفادة منها منذ أزيد من سنة، وهي فترة تأخر الأشغال. الأساتذة المحتجون اتهموا مديرية السكن والتجهيزات العمومية بالتماطل في الأشغال، لاسيما ما تعلق بإنجاز مختلف الشبكات كالكهرباء وقنوات صرف المياه والتهيئة الحضرية وغيرها. وقد أشار مدير جامعة جيجل، قدور بن عمارة، في حديث ل”الفجر”، إلى أن إدارة الجامعة تقوم باجتماعات ماراطونية مع مديرية السكن والتجهيزات العمومية، وكذا زيارات ميدانية لمكان إنجاز السكنات من أجل تسريع وتيرة الانجاز وإزالة بعض التحفظات التي ظهرت في المشروع حتى نسمح للأساتذة، حسب قوله، بالاستقرار العائلي التام، مفندا الإشاعات القائلة بإمكانية تغيير أو تبديل المستفيدين في هذه الحصة السكنية، موضحا أن هذه السكنات ستسرح نهائيا في الأيام القليلة المقبلة. من جهة أخرى، وبعد إضرابات واحتجاجات طلبة الهندسة المعمارية للسنة الثالثة وغلقهم لمقر رئاسة الجامعة، احتجاجا على مصيرهم المهني الغامض بعد الحصول على شهادة الليسانس التي لا تسمح لهم بدخول الحياة المهنية إطلاقا، مطالبين بفتح الماستر بجامعة جيجل لتسمح لهم بالدراسة ما بعد التدرج تكون معادلة للشهادة الكلاسيكية، إضافة إلى عدة مشاكل ومطالب بيداغوجية وصفت بالشرعية من قبل مدير الجامعة في حديثه ل”الفجر”، حيث أشار أن هناك لجانا بيداغوجية تدرس مطالب الطلبة. وقد أرسلت جامعة جيجل ملفات الماستر لأربع تخصصات، من بينها الهندسة المعمارية، للوزارة الوصية والندوة الجهوية للشرق، وأن أساتذة الجامعة يعملون قصارى جهدهم لفتح الماستر لكل التخصصات من أجل التحصيل العلمي الإيجابي للطلبة وتوفير عناء تنقلاتهم خارج جامعة جيجل. أما عن قضية منح التربص للخارج، فقد أشار المدير إلى أن هناك معايير وقوانين معمول بها وطنيا فيما يخص الأستاذ الذي تتوفر فيه الشروط للاستفادة منها، وقد تم تخصيص 5.4 مليار سنتيم لميزانية المنح.. “إلا أن هذه السنة ونظرا لعمليات المراقبة والمتابعة للأساتذة المستفيدين من المنح بيداغوجيا ومعاقبة الذين يستغلونها للسياحة، فلم نجد العدد الكافي الراغب في الحصول على المنح”، مشيرا أن البحث العملي بجيجل يعرف قفزة نوعية في كل التخصصات، وأن جامعة جيجل قامت بإبرام عدة اتفاقيات مع جامعات أروبية ومؤسسات اقتصادية في إطار انفتاح الجامعة على الوسط الخارجي وترويج منتوجها الجامعي لهاته المؤسسات لإدخالهم في الحياة المهنية. وأكد عمارة أن مصالحه تعكف على فتح كلية للعلوم الطبية بالقطب الجامعي الثالث بالعوانة من أجل السماح لأبناء الولاية من دراسة الطب بمنطقتهم، وكذا المساهمة في تكوين الأطباء المختصين للقضاء على النقص الفادح الذي تعرفه مستشفيات الولاية.