(.. ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكي لايعلم بعد علم شيئا...) صدق الله العظيم. سؤال يطرح : هل الآمرون الناهون في الجزائر، يقرأون الصحف عامة والوطنية منها خاصة ؟ هل يتنبهون إلى الإجابات عن سبر الآراء ؟ هل يعتبرون بآراء وتعليقات المواطنين على المواضيع الحساسة التي تهمهم وتهم وطنهم الذي لا بديل لهم عنه ؟ هل يعيرون أدنى اهتمام لآراء النخبة الوطنية من السياسيين (المتقاعدين والمقعدين ) ومن فعاليات المجتمع المدني بصفة عامة ؟ أغلب الإجابات عن سؤال سبر آراء القراء، للصحف الوطنية، هل تؤيد التدخل العسكري في مالي ؟ كان لا. ثم بعد أن وقع ما لم يكن في الحسبان أغلب هذه الإجابات عن السؤال هل تؤيد السماح للطائرات العسكرية الفرنسية باستعمال المجال الجوي الجزائري للحرب ”على الإرهاب ؟؟!! ” في مالي ؟ كان لا. هل مازال الآمرون الناهون، الذين لا أحد يشك في ماضيهم الثوري ووطنيتهم، يعتقدون، بفعل السن المتقدم لهم، أن الجزائر العميقة ما زالت قاصرة تقاد، ولا تقود نفسها بنفسها، مثلما كانت عليه في السنوات الأولى للاستقلال بعد استعادة السيادة الوطنية (والانفصال عن ”الميتروبول”؟) ؟ صحيح أنه في بداية الاستقلال، كان هناك جامعة واحدة في العاصمة فقط سعتها أقل بكثير من سعة أي مركز جامعي في الوطن الآن، وكان هناك متعاونون تقنيون (CT) في جميع مراحل التعليم وفي كثير من المؤسسات الوطنية الحيوية، وأن الآمرين الناهين كانوا، في ذلك الوقت وفي العشريات التي تلته، يبررون النقائص والعجز في التسيير بقلة الإطارات الوطنية. الجزائر تزخر الآن بعشرات من الجامعات، الخريجون منها تستفيد منهم كل البلدان والعواصم، حتى التي دعمت وتدعم فوضى ”الربيع العربي” باسم الديمقراطية في شمال إفريقيا والشام فقط، وليس في خليج البترول، والتي أعلنت الحرب على ”الإرهاب في مالي” بعد فشل حربها ”عليه” في أفغانستان لتورط مبدأ ( عدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير)، وأمن واستقرار الجزائر معه؛ التعليم أطواره تجزأر وتجزأرت معه كل المؤسسات الوطنية الإنتاجية، الخدماتية وغيرها؛ تغير وتطور كل شيء في الجزائر: عدد السكان، عدد الولايات، عدد الجامعات، عدد الأحزاب والجمعيات، عدد العهدات، عدد النساء في المجالس المنتخبة، عدد الفارين من الوطن.. إلا العقلية السياسية للآمرين الناهين فإنها بقيت ثابتة على عهدها ولم تتغير، وكأن حالها يقول (هنا ايموت قاسي)، أحب من أحب وكره من كره. هذه الحال ليست، مع الأسف، حكرا على الجزائر وحدها. ”على كرشو يخلي عرشو” سبقنا إليها العراق، ثم تونس، ليبيا، مصر، اليمن، البحرين، أما الميدالية الذهبية فمن حق سوريا. لا أطال الله أعمار من يحتقرون شعوبهم ولا يخاطبونهم إلا من وراء البحار ويفعلون ما لا يرضيها، لأنهم لا يستمعون لها، أي أنهم في واد والشعوب في واد آخر..” ننشر هذا التعليق الذي بعث به الصديق الدائم للجريدة السيد صالح نت الجزائر، رغم الجرأة التي يحملها، لكنها فكرة تعتمل في فكر كثير من الجزائريين الغيورين على وطنهم... نطرحها كما تعودنا للمناقشة وإبداء الرأي..