السلطات الليبية تنفي وجود خطورة على الأجانب سارعت عدة دول غربية إلى حث رعاياها على مغادرة مدينة بنغازي الليبية، على خلفية انعدام الأمن في المنطقة ووجود تهديدات باستهداف الرعايا الأجانب فيها من طرف الجماعات الإرهابية، فيما اعتبرت السلطات الليبية هذه الإجراءات مبالغا فيها، نافية وجود أي خطورة على الأشخاص وممتلكاتهم. حذت دول غربية حذو بريطانيا في دعوة مواطنيها إلى مغادرة مدينة بنغازي شرق ليبيا بسبب ما سمته تهديدا محددا لمواطني الدول الغربية. وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية بيانا، أمس الجمعة، دعت فيه الأمريكيين إلى تفادي السفر إلى بنغازي، مشيرة إلى أن دعوتها تأتي بسبب وجود تهديدات للغربيين في المدينة التي تشهد منذ فترة اضطرابات أمنية. فيما طالبت وزارة الخارجية الأسترالية، أمس، كل مواطنيها بمغادرة بنغازي، وأصدرت بيانا قالت فيه إنه على الأستراليين أن يغادروا بنغازي فورا، فنحن على علم بتهديد محدد وكبير للغربيين فيها. ووجهت وزارة الخارجية الهولندية الخميس تحذيرا لمواطنيها المقيمين في بنغازي والمناطق الواقعة شرقها، مفاده أن خطر وقوع أعمال عنف أمر قائم بسبب عدم استقرار الوضع الأمني. فيما حذرت ألمانيا مواطنيها أول أمس الخميس، بعد الهجوم المسلح الذي نفذه متشددون الأسبوع الماضي على منشأة نفطية في الجزائر، من تزايد خطر وقوع أعمال عنف أو خطف تستهدف الغربيين في أنحاء شمال إفريقيا ودول الساحل الإفريقي. ورفضت وزارة الخارجية الألمانية إعطاء أي تفاصيل أخرى لتوضيح تحذيرها. من جهة أخرى، نفت وزارة الداخلية الليبية بشدة الأنباء حول تردي الوضع الأمني ووجود تهديدات للأجانب بمدينة بنغازي، وذلك في أول رد رسمي على دعوات بعض الدول لرعاياها بمغادرة المدينة لوجود مخاطر تهدد حياتهم. واعتبر مصدر مسؤول بوزارة الداخلية في تصريح له، مساء الخميس، أنه لا مبرر لمثل هذه الدعوات، مؤكدا أن المدينة تشهد استقرارا أمنيا بعد البدء في تنفيذ الخطة الأمنية وقيام أجهزة الشرطة والجيش الوطني ببسط الأمن. وأضاف أن ما أعلن عن وجود مخاطر تهدد أمن واستقرار المواطنين والرعايا الأجانب القاطنين بمدينة بنغازي لا أساس لها من الصحة، مستشهدا في هذا الصدد بأن المدينة لم تشهد أي حادث أو خرق أمني طيلة الأيام الأربعة الماضية. وفي إطار متصل أكدت وزارة الداخلية أنها لم تتلق حتى الآن أي مذكرة أو موقف من وزارة الخارجية البريطانية يفيد بوجود خطر يتهدد رعاياها بمدينة بنغازي. وقال مجدي العرفي الناطق الرسمي باسم الوزارة في تصريح صحفي أن وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية عمر الخدرواي اتصل بالسفارة البريطانية بطرابلس وطلب منهم تفسيرا للبيان الذي صدر عن الخارجية البريطانية، إلا أن وزارة الداخلية لم تتلق حتى الآن أي رد من السفارة. للإشارة فإن الخارجية البريطانية حثت كافة مواطنيها في وقت سابق على مغادرة مدينة ”بنغازي” فورا مؤكدة حصولها على معلومات تفيد بوجود تهديد محدد ووشيك ضد الرعايا الغربيين الموجودين في المدينة. وفي سياق متصل، عبر نائب وزير الداخلية الليبي عبد الله مسعود عن ”اندهاشه” من دعوة بريطانيا مواطنيها لمغادرة مدينة بن غازي. وقال مسعود ”نعترف أن هناك مشاكل أمنية في بنغازي، منذ شهور، ولكن ليس هناك أي معلومات تبرر مثل هذا الموقف من لندن”، مضيفا أن الحكومة تعمل على تثبيت الأمن وبسط سلطتها في الشرق، وعبر كامل البلاد، وتعرف أجهزة الأمن تنظيما تدريجيا يظهر على أرض الواقع. وأكد نائب الوزير أن بلاده ستطلب توضيحات من لندن بخصوص بيان وزارة الخارجية البريطانية. وكانت بريطانيا قد أصدرت بيانا تحض فيه رعاياها على مغادرة مدينة بنغازي الليبية قائلة إنها حصلت على معلومات تفيد بوجود مخاطر أمنية تتهدد المواطنين الغربيين هناك. ويأتي هذا البيان بعد تحذير رئيس الوزراء، ديفيد كاميرون، من أن الاعتداء الذي قامت به الجماعات المسلحة في الجزائر على عمال منشأة الغاز، وأغلبهم غربيون، قد يكون حلقة من صراع طويل الأمد ضد الإرهابيين عبر العالم.