نفت السلطات الليبية الأخبار التي راجت في الأيام الأخيرة حول تدهور الأوضاع الأمنية في مدينة بنغازي في أقصى شرق البلاد، ودفعت بكثير من رعايا دول أوروبية إلى مغادرة المدينة خوفا على حياتهم. ويعد هذا أول رد فعل ليبي على دعوات بعض الدول لرعاياها بمغادرة المدينة لوجود مخاطر تهدد حياتهم. وأكد مصدر بوزارة الداخلية الليبية أنه لا يوجد أي مبرر لمثل هذه الدعوات، مؤكدا أن المدينة تشهد استقرارا أمنيا بعد البدء في تنفيذ الخطة الأمنية وقيام أجهزة الشرطة والجيش الوطني ببسط الأمن. وأضاف، أن القول بوجود مخاطر تهدد أمن واستقرار المواطنين والرعايا الأجانب القاطنين بمدينة بنغازي لا أساس له من الصحة. وأكدت وزارة الداخلية، أنها لم تتلق حتى الآن أي مذكرة أو موقف من وزارة الخارجية البريطانية يفيد بوجود خطر يتهدد رعاياها بمدينة بنغازي. وقال مجدي العرفي الناطق الرسمي باسم الوزارة في تصريح صحفي، أن وكيل وزارة الداخلية للشؤون الأمنية عمر الخدرواي اتصل بالسفارة البريطانية بطرابلس وطالبها بتفسيرات حول مضمون البيان الذي صدر عن الخارجية البريطانية، إلاّ أن وزارة الداخلية لم تتلق حتى الآن أي رد. وكانت الخارجية البريطانية حثت كافة مواطنيها في وقت سابق على مغادرة مدينة "بنغازي" فورا، مؤكدة حصولها على معلومات تفيد بوجود تهديد محدق ووشيك ضد الرعايا الغربيين الموجودين في المدينة . وأضاف بيان الخارجية البريطانية، أننا "نحوز معلومات بوجود تهديد محدد ضد الرعايا الغربيين في بنغازي ونحث كل المواطنين البريطانيين الذين مازالوا هناك إلى مغادرتها على الفور. وهو المبرر الذي رفعته وزارة الخارجية الألمانية التي حثت رعاياها هي الأخرى على مغادرة المدينة على الفور، وأكدت حيازتها على أدلة حول خطر فوري ملموس على المواطنين الغربيين في بنغازي. وهو القرار الذي اتخذته أيضا كل من الولاياتالمتحدة وهولندا واستراليا التي حذرت رعاياها من مخاطر البقاء في هذه المدينة، بسبب وجود تهديدات آنية تستهدف كل الرعايا الغربيين. وقال عبد الله مسعود النائب الثاني لوزير الداخلية الليبي، أن بريطانيا إذا كانت تخشى على رعاياها، فقد كان بإمكانها سحبهم في هدوء دون إحداث كل هذه الضجة"، وقال أن بيان الخارجية البريطانية أثار انشغالات متزايدة لدى السفارات الغربية الأخرى والشركات الأجنبية العاملة في بنغازي.ولم تحدد الخارجية البريطانية طبيعة التهديدات التي قد يتعرض لها رعاياها، ولكن قراراها اتخذ مباشرة بعد زيارة قام بها مستشار الأمن القومي البريطاني نيجل كيم داروش إلى العاصمة الليبية. يذكر، أن مدينة بنغازي التي عرفت أولى بوادر الثورة ضد نظام العقيد القذافي، عرفت مقتل السفير الأمريكي في الحادي عشر سبتمبر من العام الماضي وتعرض القنصل الايطالي لمحاولة اغتيال فاشلة بداية الشهر الجاري، وهو ما زاد من مخاوف السفارات الأجنبية وخاصة الغربية فيها من مخاطر تعرض موظفيها ورعاياها لمحاولات اغتيال أو اختطاف من طرف متطرفين إسلاميين.