الخبير النفطي بيير تيرزيان ينفي تراجع مكانة الجزائر بسبب حادثة تيڤنتورين أكد عدد من خبراء اقتصاد غربيين أنه رغم الهجوم الإرهابي بعين أمناس إلا أن الجزائر لا زالت تجذب الشركات الأجنبية في مجال المحروقات، باعتبار أن الغاز الخام الجزائري من أفضل الأنواع عالميا لأنه غير مكلف، في حين توقعت دراسة أجراها المعهد البريطاني ”شاتام هاوس” أن الجزائر لن يكون لديها نفط تُصدِّره بعد 2023. وضمن هذا الإطار، كشفت أخر الدراسات أن نسبة الاستهلاك المحلي للنفط ارتفعت من 26 في المائة من الإنتاج عام 2005، إلى 40 في المائة عام 2010، فيما ازدادت نسبة الاستهلاك المحلي للغاز الطبيعي من 19 إلى 29 في المائة من الإنتاج، لترجع ارتفاع الاستهلاك المحلي إلى ثلاثة عوامل رئيسة، أبرزها زيادة عدد السكان، والزيادة غير المسبوقة في واردات السيارات، وأسعار النفط المحلية المنخفضة بسبب الدعم الحكومي الكبير. ويأتي الارتفاع الضخم في الاستهلاك المحلي للنفط والغاز حسب الدراسة ذاتها في ظل تراجع الإنتاج، ما يؤثر سلباً في فائض حساب المبادلات الجارية للجزائر، ففي السنوات الخمس الأخيرة، ارتفع إجمالي فائض حساب المبادلات الجارية في الدول المُصدِّرة للنفط بنسبة 70 في المائة، بينما تراجع بنسبة 50 في المائة في الجزائر، وإذا استمر ارتفاع الاستهلاك المحلي على الوتيرة ذاتها في العقد المقبل، قد تنخفض صادرات الجزائر من الطاقة انخفاضاً حاداً، مهدّدةً نظام إعادة التوزيع الريعي بكامله. وأظهرت دراسة أجراها المعهد البريطاني ”شاتام هاوس” أن الجزائر لن يكون لديها نفط تُصدِّره بعد 2023، فيما رجّحت دراسة ثانية أن تحل نهاية صادرات النفط الجزائرية بين 2018 و2020، وتشير الدراسة ذاتها إلى أن البلاد قد تخسر مكانتها بصفتها مُنتِجاً للنفط بحلول 2026، إذا لم تُكتَشَف احتياطات نفط جديدة. بالمقابل، صرح خبير اقتصادي متخصص في صناعة النفط والمحروقات بيير تيرزيان، أن الصحراء الجزائرية تحتوي على أجود أنواع النفط الخام خاصة كون النفط الجزائري يحتوي على نسب ضئيلة من الكبريت، والتي تتناسب تماما ومعايير التكرير التي تعمل بها معظم الدول الأوروبية، خاصة وأن الجزائر تحتل موقعا استراتيجيا بقرب المسافة بينها وبين أوروبا، وأشار الخبير إلى ”أن تعديل قانون المحروقات سيفتح آفاقا جديدة للتنقيب عن حقول جديدة، والاستثمار في الموارد غير التقليدية كالغاز الصخري. وتعتبر الجزائر الممون الثالث بالغاز الطبيعي لدول الاتحاد الأوروبي، وتحتل الجزائر المركز الخامس عالميا من حيث الإنتاج الخام للغاز والثالث من حيث التصدير، كما تحتل المرتبة الخامسة عشرة بالنسبة لاحتياطي النفط والثامنة عشرة من حيث إنتاجه والثانية عشرة من حيث تصديره، والثروات الغازية والنفطية تتركز أساسا في حقلي حاسي رمل وحاسي مسعود اللذين ينتجان أكثر من سبعة وستين بالمائة من احتياطي البلاد من الغاز والبترول.