أزمة غاز خانقة في إيطاليا بسبب تقليص حجم الواردات الجزائرية كشفت مصادر من المجمع الطاقوي سوناطراك أن هذا الأخير غير متخوف من رحيل الشركات الأجنبية من الصحراء الجزائرية بسبب تفجير قاعدة النفط في عين أمناس نهاية الأسبوع المنصرم، بما في ذلك شركة ”بريتيش بتروليوم” المتضرر الأجنبي رقم 1 من التفجير، مشيرا إلى أنه في حال قررت هذه الشركات مغادرة الجزائر فسوناطراك مستعدة لشراء حقولها من الغاز وتملك الإمكانيات لذلك. وقالت ذات المصادر في تصريح ل”الفجر” أن مغادرة الشركات الأجنبية لحقول البترول والغاز بعين أمناس أو المناطق المجاورة لها مستبعد جدا في المرحلة القادمة بحكم الأزمة المالية التي تعيشها القارة الأوروبية، وحاجة هذه الشركات للاستثمار في الجزائر أكثر من أي وقت مضى، في حين أوضحت أن قرار إيران بتخفيض وارداتها من الغاز سيعطي دفعا قويا لصادرات الغاز الجزائرية. وأضافت مصادر ”الفجر” أن أي شركة تقرر الرحيل فإن سوناطراك مستعدة لشراء حقولها في الجزائر، كما استبعدت إمكانية القيام بأي عملية إرهابية تستهدف قواعد النفط في الجنوب الجزائري خلال المرحلة القادمة، مشيرة إلى أن الحكومة اتخذت إجراءات صارمة لتأمينها عبر زيادة نسبة الحراسة والمراقبة على مستواها بما في ذللك قاعدة عين أمناس. وأكّدت أن قواعد النفط بحاسي مسعود آمنة للغاية لاسيما وأن هذه الأخيرة متواجدة بين مدينتين سكانيتين كبيرتين وهما ورڤلة وإليزي. وأضاف المصدر أن مجرد تقليص سوناطراك لنسبة تموين إيطاليا بالغاز بما معدله 13 مليون متر مكعب يوميا تسبب في أزمة خانقة لهذه الأخير، وهو ما يوضح المكانة الكبرى التي تتمتع بها الجزائر كدولة منتجة للغاز. من جهته، صرح الخبير الاقتصادي عبد الرحمن مبتول أن ”النفط أقوى من الإرهاب وحقول الغاز لم تكن أبدا هدفا للإرهابيين بين سنتي 1990 و2000”، مشيرا إلى أن الحكومات الغربية ستكون أول المتضررين في حال استهداف القواعد النفطية بفعل انخفاض إنتاج النفط وأن المستثمر يهتم أساسا بمعدل الربح وأن قسط التأمين هو أكثر ما سيتضرر حاليا على نيجيريا على سبيل المثال. هذا وقد سارعت ليبيا إلى تعزيز الإجراءات الأمنية حول حقول النفط، فيما تدرس شركات الطاقة إجراءات مشابهة في مصر بعد تهديد متشددين بمهاجمة منشآت أخرى في شمال إفريقيا. وأجلى مئات العمال من عدد من مواقع الإنتاج الجزائرية على الحدود مع ليبيا إلى أماكن أكثر أمنا في وسط البلاد وقال خبراء في القطاع إن ذلك يمكن أن يؤدى في النهاية إلى خفض إنتاج النفط والغاز في الجزائر العضو في منظمة الدول المصدرة للبترول ”أوبك”. وتعتبر ليبيا والجزائر ثالث ورابع أكبر الدول المنتجة للنفط في إفريقيا على التوالي، وتملك ليبيا أكبر احتياطي نفطي في القارة. إيمان كيموش دول أوروبا متخوفة من تناقص نسبة تموينها بالغاز عين أمناس تنتج لوحدها %15 من إجمالي صادرات الجزائر! ينتج حقل الغاز الذي تم تفجيره نهاية الأسبوع الماضي بعين أمناس لوحده قرابة 15 بالمائة من إجمالي صادرات البلاد السنوية من الغاز. أثارت عملية احتجاز الرهائن في حقل عين أمناس مخاوف عدة حول تأثير هذه العملية على صادرات البلاد الغازية إلا أن المحللين الاقتصاديين خففوا من حجم هذه المخاوف المتنامية بحجة أن صادرات الجزائر في هذا المجال انخفضت منذ سنوات بسبب تراجع الإنتاج وارتفاع الاستهلاك المحلي للغاز في الجزائر. وتعيش الجزائر، الممون الثالث بالغاز الطبيعي لدول الاتحاد الأوروبي، والتي تمتلك ثروات طبيعية كبيرة ومتنوعة لاسيما في مجال المحروقات، على وقع عملية احتجاز الرهائن في قاعدة عمال حقل الغاز الطبيعي بعين أمناس الذي ينتج 15 بالمائة من صادراتها. وتحتل الجزائر المركز الخامس عالميا من حيث الإنتاج الخام للغاز والثالث من حيث التصدير كما تحتل المرتبة الخامسة عشرة بالنسبة لاحتياطي النفط والثامنة عشر من حيث إنتاجه والثانية عشر من حيث تصديره. وترتكز الثروات الغازية والنفطية أساسا في حقلي حاسي رمل وحاسي مسعود اللذين ينتجان أكثر من 67 بالمائة من احتياطي البلاد من الغاز والبترول. سارة نوي صندوق النقد الدولي يعترف بصلابة الاقتصاد الجزائري ويحذّر ”حرب مالي ستكون مصدر هشاشة لاقتصاديات إفريقيا” اعتبر صندوق النقد الدولي أمس الأول أن النزاع في مالي الذي امتد مؤخرا عبر عملية احتجاز للرهائن في منشأة للغاز في الجزائر، يمثل ”مصدر هشاشة” لاقتصاد المنطقة. وقال مسؤول منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي، مسعود أحمد، ”إن النزاع في مالي سيكون من دون شك مصدر هشاشة للاقتصاديات المجاورة لمالي”، مشيرا إلى أن بلدان منطقة الساحل هي الأكثر ”تضررا”. وأما بالنسبة للجزائر أكد أحمد مسعود أن الأثر سيكون ”على المدى الطويل” يبقى غير معروف. وأضاف مسؤول منطقة الشرق الأوسط وآسيا الوسطى في صندوق النقد الدولي أن العملية الإرهابية حادث مأسوي من ناحية الخسائر في الأرواح، أما فيما يخص الأثر على المستثمرين والإنتاج، لا يزال الأمر مبكرا للحديث عن هذا الموضوع”، مؤكدا بأن الجزائر تتمتع ب”اقتصاد صلب”.