نقلت المحافظة السامية للاجئين التابعة للأمم المتحدة، أن الجماعات الإرهابية بشمال مالي، تقوم بسلب اللاجئين مؤنهم الغذائية، الأدوية والأموال مقابل تركهم يمرون إلى الوجهة التي يريدون التنقل إليها بدول الجوار، وهو ما يعني استمرار الإمدادات للإرهابيين، خاصة وأن الجزائر كانت إحدى الدول التي فرضت عليهم الحصار بغلق الحدود حتى تضيّق عليهم الخناق وتضعفهم بمعاقلهم. ونقلت المتحدثة باسم المحافظة السامية للاجئين، ميليسا فليمينغ، أن اللاجئين تحدثوا عن قيام المتمردين المرتبطين بالقاعدة بأعمال وحشية، وسلبهم كل ما يملكون حسب شهادات حية، وصرّح اللاجئون أنهم يخشون من انتقام الميليشيات العرقية، وتحدثوا عن تواجد عصابات مسلحة. وقد تسببت نيران الحرب المشتعلة بشمال مالي بين القوات الفرنسية وجيوش غرب إفريقيا والجماعات الإرهابية حتى الآن في فرار 9 آلاف مالي نحو بلدان الجوار، وفي مقدمتها الجزائر التي نصبت مخيمات لاستقبال اللاجئين بعد فحص هوياتهم والتأكد من عدم تسجيل أي اختراق للجماعات الإرهابية للمجموعات النازحة. وأحصت المحافظة السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة بجنيف أن أكثر من 9000 مالي فروا إلى الدول المجاورة منذ بداية العملية العسكرية الفرنسية في مالي يوم 11 جانفي الجاري وحتى يوم 23 جانفي الجاري، وصل 5486 لاجئ إلى موريتانيا و2302 إلى بوركينا فاسو و1578 إلى النيجر، وبهذا يتجاوز العدد الإجمالي للاجئين في المنطقة 150 ألف، كما يوجد نحو 230 ألف نازح داخل مالي. وأكدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، أنها قلقة بشأن تنقل النازحين، بسبب المعارك، مما يستدعي متابعة الوضع في الأيام والأسابيع المقبلة حسب ياسمين براز ديسيموز رئيسة عمليات الصليب الأحمر الدولي لشمال وغرب إفريقيا. وقد تمكنت المحافظة السامية للاجئين، والصليب الأحمر من توفير المواد الغذائية والحاجيات الأساسية لآلاف النازحين، بالإضافة إلى مساعدة لمستشفى غاو في منطقة المتمردين، حيث يعالج الجرحى جراء المعارك. ومنذ استئناف المعارك تمكنت المحافظة السامية للاجئين من الاتصال بكل الأطراف سواء العسكريين الماليين أو الفرنسيين أو الجماعات المسلحة في الشمال ”لتذكرهم بضرورة احترام القوانين الإنسانية الدولية”، وفق براز ديسيموز، كما تسعى المنظمة للاتصال بالأشخاص الذين أوقفوا مؤخرا. كما يعمل الصليب الأحمر على توفير الوقود لضمان الكهرباء في مدن كيدال; غاو وتومبوكتو في شمال مالي، وهو ما تدركه الجماعات الإرهابية وتريد استغلاله. وأكدت مسؤولة الصليب الأحمر أنه بعين المكان هناك أخبار مقلقة عن النازحين في الشمال في مناطق غاو وتومبوكتو ”ليس بشكل كثيف لكن هناك تحركات لأن المعارك تتقارب”.