هدد قاطنو الشاليهات ببلديتي الرويبة وعين طاية، الواقعتين شرق العاصمة، بتصعيد لهجة الاحتجاج في حالة عدم الاستجابة لمطالبهم المرفوعة إلى الجهات الوصية بترحيلهم العاجل إلى سكنات لائقة. وقد أعربت العائلات المتضررة عن امتعاضها وقلقها الشديدين نتيجة الظروف السيئة التي يكابدونها منذ سنة 2003 إلى يومنا هذا، والتي اعتبرها قاطنو هذه الصفائح المعدنية المنتهية الصلاحية ب”القبور”. وقامت “الفجر” بجولة استطلاعية إلى الموقعين المذكورين لترفع للمسؤولين الظروف القاسية التي يعيشها سكان هذه الشاليهات منذ نحو 10 سنوات خلت. زيارتنا الأولى إلى شاليهات عين البيضاء، غرب بلدية عين طاية بالضاحية الشرقية للعاصمة، اكتشفنا من خلالها قساوة الحياة الاجتماعية التي حاصرت السكان من كل جانب وأغلقت عليهم أبواب الأمل في الظفر بمأوى يقيهم لفح حرارة الشمس والأمطار المتسربة من السطوح المهترئة التي جعلت غرف الشاليهات مسابح أتلفت الافرشة والأثاث. من جهتهم قاطنو شاليهات احمد مدغري بالرويبة، اشتكوا من الروائح الكريهة المنبعثة من الوادي الذي يقطع الموقع، وبعد المؤسسات التربوية عنهم وانعدام النقل المدرسي والعمومي، ما جعل هذا المكان مقبرة منسية لا أحد من المسؤولين زاره إلا عند حدوث الكوارث أو انتفاضة السكان. وتبقى وضعية سكان الشاليهات ومعاناتهم حديثا يجتره الكبار والصغار، آملين الظفر بسكن لائق يقيهم قساوة الشتاء البارد.