كشف تقرير شركة متخصصة تعرض مؤسسات دبلوماسية جزائرية إلى عمليات ”قرصنة” منذ عام 2007، حيث لم يتم اكتشاف ثغرة في نظام ”جافا” بأجهزة الإعلام الآلي لشركة ”أوراكل”، إلا مؤخرا بعد أن تفطن البرمجيون إلى استغلال ”قراصنة” مجهولين للثغرة التي تم تلقيبها ب”أكتوبر الأحمر”. ولم تسلم سفارات جزائرية من عمليات القرصنة التي شنها ”هاكرز” على أجهزة الإعلام الآلي عبر فيروس أطلقت عليه شركة ”كاسبرسكي” الروسية ”أكتوبر الأحمر”، حيث هوجمت من خلالها أنظمة في عدة دول مثل الجزائر وإيران والولايات المتحدة و36 دولة أخرى إلى جانب روسيا. الفيروس أصاب على الأقل 350 وزارة وسفارة وشركة أبحاث في العالم، في حين جاء في جدول توضيحي في تقرير ”ارستكنيكا” الذي تحصلت ”الفجر” على نسخة منه، اسم الجزائر التي تعرضت سفاراتها، دون أن يؤشر على عدد المؤسسات الدبلوماسية أو موقعها في أي بلد لعمليات القرصنة، بجانب سفارات 59 دولة ومواقع إلكترونية تابعة لوزارات الطاقة والنفط والخارجية. كما جرى تقدير ما جمعته عملية التجسس بحجم هائل من البيانات التي تساوي بضعة مئات من التيرابايتات (1 تيرابايت يعادل ألف جيغابايت) من المعلومات الحيوية والحساسة جدا، وذلك من خلال فيروسات تم إدخالها برسائل تستهدف بطريقة ذكية متلقيها من شخصيات هامة من الدبلوماسيين والمسؤولين. وأتاحت ”ثغرة جافا” للمهاجمين صلاحيات تشغيل برامج، ونشر فيروسات في كمبيوتر الضحية. وقامت هذه الفيروسات بجمع كلمات المرور لآلاف الحسابات في خدمات البريد الإلكتروني، ومفاتيح وثائق حساسة مشفرة ووثائق دبلوماسية من حكومات دول عديدة حول العالم. واستخدم في هذه الهجمات موقع أنترنت عمل بمثابة مركز تحكم وسيطرة، وهو موقع أنترنت اعتيادي في هيئته مثل تقديم أخبار ومقالات، لاستدراج الضحايا ونقل الفيروسات لهم بمجرد فتح الموقع. ونتيجة لخلل أصاب الموقع بدأ يعرض النص البرمجي الذي كشف حملة التجسس، إلى جانب أخطاء المهاجمين في عدم تسجيل أسماء النطاق التي استخدمت للسيطرة والتحكم بكمبيوترات وأجهزة الضحايا. وينقسم خبراء غربيون بشأن مصدر هذه الشبكة، وإن بعضهم يقول إن البصمات الرقمية على الشبكة لا تستبعد روسيا نفسها، وحتى التسمية ”أكتوبر الأحمر” تحيل بدرجات يقين كبيرة إلى الثورة البلشفية المصادف تاريخ اندلاعها لشهر أكتوبر من سنة 1917. ويقول خبراء شركة ”كاسبيرسكي” الروسية لمكافحة الفيروسات الإلكترونية إن هذه الشبكة التجسسية تستهدف مواقع الهيئات الدبلوماسية والحكومية، ووكالات الأبحاث بالعديد من البلدان حول العالم، كما أن المخترقين من خلال ”أكتوبر الأحمر” يهدفون إلى الحصول على معلومات ووثائق تشكل خطرا على الدول والشركات والمنظمات، وهي تعتمد على فيروس يتفوق عمليا على فيروس ”فلايم” الذي سبق أن أثار ضجة عالمية. ويظهر جدول في التقرير إصابة عشرات ”الضحايا” في دول عربية عديدة، من الجزائر إلى الإمارات والسعودية.