رياح الربيع العربي ستهب على جنوب أوروبا قال, جان لوك ميلونشلون السياسي اليساري الاشتراكي, إن ”قضية التدخل العسكري الفرنسي في مالي تحتاج إلى نقاش للتأكد, إن كان هذا التدخل العسكري خطأ ارتكبته فرنسا أم لا”. قال, المترشح السابق للانتخابات الرئاسية الفرنسية الأخيرة, والذي حل في الجزائر نشط محاضرة بالمعهد الثقافي الفرنسي بالعاصمة, قال ”أريد معرفة باسم ماذا تمّ التدخل في مالي وما هي الأسباب التي دفعت لهذا التدخل, علما أن الأسباب التي تتحدث عنها الحكومة الفرنسية تغيرت في العديد من المرات” على حد قوله ”تارة تتحدث الحكومة الفرنسية عن لائحة أممية, وتارة تتحدث عن قرار أممي وتارة أخرى تؤكد أن التدخل جاء استجابة لنداء ومطلب الحكومة المالية” والتي لا تمتلك حسب المتحدث أية شرعية. وقال ميلونشلون إن ”الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند ارتكب سابقة في تاريخ الدبلوماسية الفرنسية”, حيث يواصل حسبه ”هذا الرئيس التأكيد أن مصالحنا الأساسية غير معنية في مالي ولم يتم المساس بها, وأن التدخل هو من أجل المصلحة العامة”, ثم تابع ”حتى وإن كان هذا دافع المصلحة العامة يستحق الثناء إلا أن هذا المبرر يبقى غير عملي على الإطلاق في القانون الدولي”, لأنه ”في هذه الحالة لتدخلت فرنسا في جميع أنحاء العالم وفي جميع الأماكن, حيث تعاني الشعوب, وبالتالي سنقوم بدورة كاملة حول العالم ونعود إلى الصومال”. وفي سياق آخر, تنبأ جان بيار ميلونشون الذي تفادى الحديث عن الجزائر, بربيع متوسطي تهب رياح تغييره على جنوب أوربا, مشيرا إلى أن ثورة الياسمين لم تكن يوما ربيعا تونسيا ولا ثورة مغاربية بل تتجاوزها إلى المحيط المتوسطي والعالمي. ميلينشون الذي حل بالعاصمة, في إطار جولة تقوده إلى دول المغرب العربي لاستعراض نظريته ”الاشتراكية البيئية: أفق جديد للقرن الواحد والعشرين”, بدا جد متفائل بشأن ثورة الياسمين معتبرا أن يحدث في تونس ليس فوضى لأن ما يعيشه اليونان من صعوبات أكثر حدة من الأوضاع التونسية, وقال ”جنوب أوروبا سيعرف ربيعا آخر لا نعرف موطن شرارته الأولى هل ستكون اليونان, إسبانيا, البرتغال أو فرنسا وهو ما أتمناه من صميم الفؤاد, أم إيطاليا لكن الأكيد أن الثورات قادمة”. الزعيم اليساري الذي لم يكن راضيا على مجمل الاتفاقيات التي أبرمت بين الجزائروفرنسا, إثر الزيارة الأخيرة للرئيس فرانسوا هولاند قال ”إذا كان الجزائريون غير راضين على العقود التي أبرمت مع الحكومة الفرنسية ما عليهم سوى التفكير في اتفاقيات أخرى”, وأضاف ”نحن في فرنسا لا نستغّل الغاز الحجري ونبحث عن ذلك هنا في الجزائر, هل الفرنسيون من سيقومون بذلك لا ندري, على كل حال الخطوة لا تروقني وأنا أعارضها جملة وتفصيلا”, وأضاف بلهجة ساخرة ”أطلب منكم بكل احترام معارضة استغلال الغاز الصخري من قبل فرنسا”.