صدر، عن دار الإبريز، مؤخرا، كتاب للسفير العراقي عدي الخير الله، أراد به مشاركة الجزائر احتفالات الخمسينية بصفته ممثلا عن بلده العراق. استهل سعادة السفير كتابه بالحديث عن الظروف التي مرّ بها الوطن العربي آنذاك، والتي تمثلت في النكبة، ما جعل نجاح الثورة الجزائرية يعوض العرب عن شعورهم بالمرارة بمنحهم ما يفتخرون به. وقسم الخير الله عمله إلى أربعة فصول، حيث تحدث في الفصل الأول عن دعم العراق للثورة الجزائرية بمختلف الوسائل كالتبشير بها في المساجد، واحتجاجات بغداد الكبيرة على اختطاف قادة الثورة الجزائرية. كما ذكر السفير اعتراف العراق أولا بالدولة الجزائرية واستقبالها الجماهيري لفرحات عباس، وحملتها لوقف التجارب النووية، وكذا احتفالاتها الكبيرة بنيل الجزائر للاستقلال. أما في الفصل الثاني فقد تكلم سعادته عن زيارة الشيخ بشير الإبراهيمي إلى بغداد، وكذا احتفاء العراقيين بجميلة بوحيرد، وجملة من المجاهدين والمناضلين على غرار عبد الحميد زوبا، عثمان سعدي وحامد روابحية. أما الفصل الثالث فقد خصص لمجموعة من النصوص التي اعتبرها الكاتب مرجعية تارخية للعلاقات المتينة التي جمعت البلدين كنصوص بدر شاكر السياب، نازك الملائكة، وعبد الوهاب البياتي. وخصص الخير الله الفصل الرابع للحديث عن دور الدبلوماسية العراقية في دعم الثورة، وذلك بالتأكيد على نشر القضية الجزائرية في المؤتمرات والمحافل الدولية، واستخدام كل الوسائل المتاحة لإيصال صوت نضال الشعب الجزائري ضد الاستعمار. واختتم الكاتب مؤلفه بخطاب التهنئة الذي ألقاه الرئيس العراقي كريم القاسم بمناسبة استقلال الجزائر.