رفض سكان ورڤلة ”تسييس” مطالبهم الاجتماعية، ودخول بعض الأحزاب السياسية على الخط لتحقيق مآرب سياسية، بتبني الاحتجاجات المرتقبة والتي دعوا إليها يوم 14 مارس الجاري بعد مماطلة الحكومة - على حد تعبيرهم - في الوفاء بالوعود التي قطعها الوزير الأول عبد المالك سلال للسكان خلال زيارته السابقة للمنطقة. اتهم بعض سكان ورڤلة في اتصال مع ”الفجر” أطرافا مجهولة بمحاولة تكسير حركتهم الاحتجاجية المقررة الخميس المقبل، عن طريق الزج بأسماء بعض قادة الأحزاب السياسية، خاصة الإسلامية منها، بالتخطيط لهذه الاحتجاجات وحضورهم الشخصي لقيادة ما أسموه ”المليونية” المقررة ليوم 14 مارس الجاري، مشددين على أن هذه الاحتجاجات عفوية واجتماعية بحتة، لا يريدون من ورائها إلا تحقيق العدالة الاجتماعية وتمكين سكان المنطقة من حقوقهم، التي وعد بها الوزير الأول عبد المالك سلال خلال خرجته الميدانية الأولى التي قادته إلى عاصمة الجنوب ورڤلة رفقة وفد وزاري هام الأسابيع الفارطة. وحسب ما ذكره البعض ل”الفجر”، فإن شائعات قوية انتشرت خلال اليومين الفارطين تؤكد أن الشيخ عبد الله جاب الله، وقادة التكتل الأخضر، أبو جرة سلطاني، فاتح ربيعي وجهيد يونسي سيشاركون في هذه الاحتجاجات، وهذا ما يرفضونه جملة وتفصيلا، خوفا من تداعيات سلبية لأن الأحزاب بغض النظر عن توجهاتها الإيديولوجية فقدت الثقة لدى الشارع. وللتأكد من الأنباء المشاعة اتصلت ”الفجر” ببعض الأحزاب التي روج لمشاركتها في هذه الاحتجاجات، حيث فند النائب بالغرفة السفلى للبرلمان لخضر بن خلاف مشاركة عبد الله جاب الله في هذه الاحتجاجات، قائلا ”لا علاقة للشيخ عبد الله جاب الله بهذه الاحتجاجات لا من قريب ولا من بعيد”، مستفسرا في السياق ذاته عن مصدر هذه الشائعات والمغزى من هذه التسريبات. وبدوره كذب عضو المكتب الوطني لحركة النهضة، محمد حديبي، هذه الأخبار، مؤكدا أن الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي لن يشارك في هذه الاحتجاجات، ونفس الشيء على حد علمه مع شريكي النهضة في التحالف الإسلامي، مشيرا إلى دعم حزبه للمطالب المشروعة لسكان المنطقة لكن دون أن تكون للحزب يد في تحريكهم. وتحدث السكان بحسرة كبيرة عن تردي الأوضاع في المنطقة وتجاهل حقوق الشباب، رغم أن الجنوب هو من يؤمن الجزائر بمختلف احتياجاتها، والأدهى أن شباب الولايات الأخرى يعملون بالمنشآت النفطية، في وقت يعاني شباب المنطقة من بطالة فادحة، مشيرين في السياق ذاته إلى أنهم يبحثون عن حلول جذرية لمشاكلهم لا حلول ترقيعية أكل عليها الدهر وشرب، وأن مشروع الحكومة بإنشاء معاهد متخصصة في تكوين الشباب في التخصصات البترولية، كما أعلن وزير العمل و الضمان الاجتماعي سيأخذ وقتا طويلا.