سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فاتح ربيعي، أمين عام حركة النهضة، في ضيافة منتدى البلاد ربيعي يعترف بأن خيار النهضة كان مغامرة ويقر: مشروع لم الشمل أسمى من الطموحات الشخصية والحسابات الضيقة
صعبة هي المعادلة الثلاثية التي فرضها أمين عام حركة النهضة على نفسه، لكن نستشف من تصريحات فاتح ربيعي الذي نزل ضيفا على منتدى ''البلاد'' يوم الثلاثاء أن الرجل يقر أنه لم يكن يظن أن التعقيدات التي جابهته والتقلبات التي اعترضت مسعاه سيما والحلم الذي كان يبنيه كان لابد أن يتبناه أساتذة في حقل الدعوة بكل صدق وإيمان بالمصلحة العليا. كما أن الحلم الذي حمله بتفانٍ كان أصغر بكثير من أطماع الأفراد والأشخاص. اعترف ضيف ''البلاد'' أن سعيه التصالحي مع جماعة جاب الله كان بمثابة المغامرة. مغامرة غير محسوبة العواقب طالما كانت عواطف تحقيق مشروع الوحدة الذي كان يهدف من ورائه إلى تحقيق خطوة تاريخية على طريق بناء صرح يحفظ للتيار الإسلامي منبرا حرا وقويا، جياشة ومفعمة بالحماسة والغيرة على جمع الكلمة. ورغم إدراكه بأن النقاش الذي كان ساريا كان سيقوده وأتباعه لامحالة إلى خسارة مواقع هامة داخل الحركة إلا أنه أوضح أنه كان على أتم الاستعداد للقبول بسلة من التنازلات مثل الذهاب إلى تغيير الاسم، تحسين النظام الأساسي وتغيير القيادة. يمكن أن يكون ذلك على حساب رجالنا يقول المتحدث، مثلما ندرك تمام الإدراك أن المشروع يتطلب تحديات، أضاف فاتح ربيعي متأسفا. وبعيدا عن منطق الربح والخسارة قال متحسرا، ''حسبنا في هذه المغامرة أنها تهدف إلى لمّ الشمل وتوحيد الكلمة وإعادة الأمل والقضاء على القنوط الذي تسلل إلى صفوف التيار الإسلامي''. مغامرة، يخلص ضيف المنتدى بالقول، ما زلنا نأمل في تجسيدها رغم المعوقات لأننا نحسبها تدفع إلى ما يخدم الدين والبلاد والعباد. وأصر فاتح على التأكيد أن مشروع التقارب خيار النهضة ومازلنا متشبثين به وعلامات شبه الإحباط تعتلي وجهه، سيما وحديثه جاء 24 ساعة فقط من إعلان الشيخ جاب الله إمكانية الذهاب لتأسيس حزب جديد على أنقاض شتات الإسلاميين من أوفيائه. وهو ما يعني في أبجديات فلسفة القطيعة السياسية، رغم امتناع ربيعي الإفصاح عنها صراحة، التمهيد لإعلان الطلاق البائن بين الجماعتين على الرغم من كون المسعى خطا أشواطا كبيرة أبلى خلاله رجال النهض بلاء حسنا وقدم قادتها تنازلات بما في ذلك الأمين العام الأسبق لحبيب آدمي. وذلك تأسيا بمنطق أن مصير الأمور الكبرى لن يتأتى إلا برجال عظام وتضحيات جسام. وأمام التحديات ورهان مستقبل مشروع المصالحة بين الإخوان من جماعة جاب الله وجماعة فاتح ربيعي قال الأخير إنه مازال حريصا على التوافق مقابل تنازلات من الطرف الآخر. تنازلات قال إنها حققت مكاسب مازالت تحفظ التطلع إلى لمّ اللحمة بين الإخوة المتفرقين شيعا وأحزابا. لكن منهجية النهضاويين، وصبر القادة وسعة صدر القائمين على المؤسسات لم تشفع أمام ''نرجسية'' الشيخ وأنانية أنصاره الذين قابلوا اليد الممدودة برفض كل الصيغ والمبادرات والتنازلات وآثروا السبل المسدودة على الالتزام بالحلول التوافقية. وضع يحز في نفس فاتح ربيعي الذي لم يجد ما يصف به تصلب مواقف جاب الله وأتباعه سوى القول إن العلاقة وسط التيار الإسلامي يميزها التطرف في الحكم والتطرف في البغض. وصف ينم عن خيبة أمل كبيرة لدى الرجل وحقيقة اعترف الإسلامي المعتدل بها على مضض دون التفريط في ما التزم به في وثيقة التقارب، مؤكدا حرصه على حفظ الود والمكاسب مع الإبقاء على الباب مفتوحا من منطلق مبدأ إذا وجدت بابا مفتوحا فلا تغلقه فإنك ربما تحتاج إليه يوما. لأن المشروع، كما لخص ذلك قائد النهضة الشاب، أكبر من الأشخاص وأسمى من الطموحات الفردية والحسابات الضيقة. طارق ز أمين عام النهضة يصرح: جاب الله أراد من المشروع أن يكون حلا لشخصه كشف ربيعي أن حركة النهضة قدمت العديد من المقترحات وأهمها ثلاثة قوبلت كلها بالرفض من قبل جاب الله وممثليه في لجنة لم الشمل. وأشار ربيعي إلى أن النهضة كانت كلما وقع الانسداد إلا وعجلت لحله وتذليل الصعاب لتجاوزه. ولكن جاب الله أراد أن يفصل القانون الأساسي للحركة على مقاسه الشخصي ويجعل من شخصه القائد فوق المؤسسات، قبل أن يخلص فاتح ربيعي مجددا إلى أن الإشكالية الأساسية كانت في موقع جاب الله من الحزب. وعاد ربيعي إلى القول تقديرا ربما فإخواننا لم يفهموا مضمون رسالة لم الشمل، الأمر الذي جعلهم لا يبادلوننا نفس الحرص''. وواصل ضيف المنتدى الحديث عن مشروع التقارب مع جاب الله بعدما سقط في الماء، قائلا كنا نود الاجتماع حول مشروع سياسي ولم ننطلق فيه بعقلية الربح والخسارة وكنا نعلم أن مسعانا لن يكتب له النجاح إذا كان الغرض منه هو إيجاد حلول للأشخاص. وهذه العبارات كان قد سبق لفاتح ربيعي أن تحدث عنها في العديد من المناسبات في محاولة منه لتمرير رسائل سياسية إلى شركائه في المشروع من أنصار جاب الله، غير أن لا أحد كان قد انتبه آنذاك إلى ربيعي الذي كان بصدد التعبير عن موقفه من مشكلة كانت واقعة. وأردف ربيعي مشيرا إلى أن الحركة لا تقبل بالابتزاز ولا التهديد ولا تقبل بالإكراه، مشيرا إلى أن المشروع الذي انخرط فيه كان أكبر من الأشخاص. قال إن حالة الأغلاق السياسي أحد أسبابها .. ضيف ''البلاد'' يؤكد: الجبهة الاجتماعية ملغمة وهي على وشك الانفجار تحدث الأمين العام لحركة النهضة فاتح ربيعي عن الوضع العام في البلاد بكثير من القلق والإحباط. ضيف المنتدى أكد أن الجزائر تعيش إغلاقا سياسيا كبيرا سواء في مجال الحريات الفردية كحرية التعبير والممارسة السياسية أو في مجال الإعلام. في هذا الإطار يؤكد ربيعي أن هذا الغلق المبرمج للفعل السياسي في البلاد نتج عنه ''تراجع رهيب'' في المكاسب التعددية التي ضحى من أجلها الشعب الجزائري بالغالي والنفيس كما أدى إلى قتل ووأد كل المبادرات السياسية سواء من طرف الأحزاب أو المجتمع المدني، مضيفا أنه لم يعد في الساحة السياسية إلا ''التسيير الأحادي من طرف السلطة للقضايا المصيرية دون الالتفات للطبقة السياسية كل هذا-يسترسل ضيف المنتدى- أثر سلبا على الوضع الاقتصادي مما نتج عنه ''استشراء كبير للفساد المالي ونهب لثروات البلاد''، مضيفا أن ما تتحدث عنه وسائل الإعلام من فضائح الفساد وسرقة المال العام يندى له الجبين من حجم ما يتم التصريح به من سرقة للمال العام. في نفس الموضوع ربط الأمين العام لحركة النهضة بين الوضع السياسي والاقتصادي للبلاد وما تشهده الجبهة الاجتماعية من غليان واضطرابات في كل مكان عبر الوطن. كما أضاف ربيعي أن هناك تناقضا صريحا ومعادلة صعبة الهضم إذ أنه في الوقت الذي تعيشه الخزينة العمومية من بحبوحة مالية وما يعيشه المواطن البسيط من فقر مدقع على كل المستويات كمشكل البطالة الذي أصبح هاجسا بالنسبة للشاب الجزائري أو كأزمة السكن التي أصبحت عبارة عن ألغام بات انفجارها وشيكا. كما أضاف المسؤول الأول في النهضة إننا نعيش تداعياتها السلبية وخير دليل على ذلك ما تشهد عدة مناطق من الوطن من خروج للمواطنين إلى الشارع احتجاجا على الظروف المعيشة الصعبة التي يعيشها كما كان الحال بحي ديار الشمس بالعاصمة يقول ضيف منتدى ''البلاد''. وبهدا الخصوص قال فاتح ربيعي إنه يوجه نداء صريحا للقائمين على الشأن العام في الجزائر أن يولوا الأهمية القصوى والتحرك بسرعة لحل مشاكل المواطنين لأن -حسب تعبيره- الوضع الاجتماعي للمواطن الجزائري قارب على الانفجار ولا نعلم نتائجه الوخيمة لا قدر الله. مصطفى دباش ربيعي: ''سأكون أكثر واقعية في المستقبل'' قال فاتح ربيعي فلو كنت متيقنا بما سيؤول إليه مسعى لم الشمل لما أقدمت عليهف، وهي إشارة من فاتح ربيعي إلى أن جملة التحفظات التي أبداها العديد من قيادات النهضة على المشروع ليس في الموضوع وإنما في الشكل خوفا من تكرار تجربة الفشل التي لم تقنعه كثيرا، الأمر الذي جعله يقبل بكل ما يملك من قوة على تجسيد مسعاه التصالحي. وواصل ربيعي مؤكدا أن ما حدث مع جاب الله أعاده مجددا إلى أجواء ما حدث في .98 وأقر المتحدث في هذا الشأن بأن قرار التقرب من جاب الله كان تحت تأثير العاطفة الجياشة أكثر من تأثير الواقعية. وقال القائد الإسلامي: ''لم أكن أتصور أن يختزل مشروع لم الشمل في صلاحيات شخص''. وعلى هذا الأساس عاد ربيعي مجددا إلى القول: ''بأن خيبة الأمل في محاولة التقارب مع جاب الله ستجعله أكثر واقعية من ذي قبل''. ومع ذلك ستكون التجربة التي خاضها فاتح ربيعي رقما إضافيا في مسار تجارب استنساخ الفشل التي أضحت لدى الإسلاميين لبوسا منذ الإعلان عن الانفتاح السياسي. عبد الله بن في انتظار إشارة إيجابية من بن عبد السلام النهضة ملتزمة بوثيقة التنسيق مع الإصلاح رفض فاتح ربيعي، الأمين العام لحركة النهضة، الإفصاح عن تقييم محاولتي التقارب التي حصلت بين جناحي الإصلاح بقيادة جهيد يونسي آنذاك من جهة وجاب الله حاليا من جهة ثانية. وفضل التمسك بعموميات بعيدة عن التقييم الواقعي لمختلف مراحل التفاوض والتشاور التي قادها مع الرجلين، رغم أن مساعيه مع حركة الإصلاح الوطني بقيادة جهيد يونسي آنذاك توجت بوثيقة التنسيق الإسلامي-الإسلامي الموقعة في فندق السفير صائفة 2008 ، بينما كان مآل محاولة التقارب مع جاب الله الفشل. وغير بعيد عن هذه الحصيلة، فضل ربيعي التأكيد أنه لايزال متمسكا بوثيقة التقارب الإسلامي- الإسلامي مع حركة الإصلاح الوطني، كاشفا في السياق ذاته أنه عندما حاول التقرب من جاب الله لم يكن على حساب خصومه في الطرف الثاني، مشيرا إلى أنه كان ينوي، مع مراعاة حداثة الجرح، التقريب بين الجميع عندما تتوفر شروط ذلك. وعاد ربيعي إلى التأكيد مجددا على تمسكه بوثيقة التنسيق، مشيرا إلى أن الباب الذي فتح لا يمكن غلقه مجددا، في إشارة إلى الباب الذي فتح بين حركتي النهضة والإصلاح. وأضاف ربيعي مؤكدا أنه لا حرج في مواصلة تنسيق المواقف مع الطرفين في آن. وعلى خلاف ما أكده فاتح ربيعي، يبقى السؤال المطروح ما مدى استعداد القيادة الجديدة في حركة الإصلاح لقطع خطوة أخرى باتجاه النهضة سعيا لإذابة جليد العاصفة الثلجية الذي تسب فيه التقارب مع جاب الله. ع. ب كشف عن كواليس مساعي الصلح بينه وبين جاب الله ''لحبيب آدمي بارك مسعى لم الشمل'' فند أمين عام حركة النهضة في رده على ما تداولته وسائل إعلام حول موقف الأمين العام السابق للحزب والسفير الحالي بالسعودية لحبيب آدمي من مسعى لمّ الشمل. ربيعي قال إن فالأخف آدمي كان له موقف إيجابي من مبادرة لم الشمل مع الإخوان في حركة الإصلاح الوطني بجناحيها مضيفا أن لحبيب آدمي لم يكن ضد عودة جاب الله للحركة. ضيف المنتدى نفى بشدة كل ما تردد بتدخل لحبيب آدمي في عمل اللجنة التقنية المشتركة كاشفا في السياق نفسه أن الأمين العام السابق لحركة النهضة نأى بنفسه عن أي شكل من أشكال التدخل في هذا الأمر وأنه- لحبيب آدمي- ومنذ تعينه في منصب سفير فوق العادة بالمملكة السعودية لم يتدخل يوما في تسيير الحركة أو التأثير على قراراتها. ربيعي وصف ما تروج له أطراف لم يسميها بأن الزيارة الأخيرة للرجل القوي في الحزب نهاية التسعينيات كانت سببا في تعثر مسعى لمّ الشمل وصفها بالكذب والبهتان المبين، مضيفا أن أصحاب هذه الافتراءات تعودوا على تعليق فشلهم في كل مبادرة على الآخرين. وفي شق آخر كشف مسؤول الحزب الإسلامي أنه قاد هو بنفسه مساعي صلح بين الأمين العام السابق للحركة لحبيب آدمي وبين الشيخ جاب الله في مبادرة لتلطيف الأجواء وإذابة الجليد بين الرجلين بعد قطيعة دامت سنوات بعد الأزمة التي عصفت بالإخوة الفرقاء مطلع الألفية الثالثة. مصطفى دباش ربيعي لم يوضح إن كانت هذه المساعي وفقت أم باءت بالفشل.. انتقد التعصب للشخص على حساب الجماعة، ربيعي: ''قلنا لجاب الله تفضّل واحكم بقانوننا الأساسي .فرفض'' رفض الشيخ عبد الله جاب الله برنوس قيادة حركة النهضة بقانونها الأساسي ونظامها الداخلي، وفق رواية الأمين العام فاتح ربيعي. ويأتي رفض جاب الله لعدم التجاوب بالإيجاب مع عرض الإخوة في حركة النهضة ليزيد من حال التعثر في تجسيد التقارب وانسداد مسار تطبيع الوحدة داخل تنظيم واحد ووضع حد لقطيعة دامت عقدا من الدهر. ''لو كان التجاوب مع المشروع وفق ما عرض عليه (الشيخ جاب الله) لكان أمر جمع الكلمة شأنا مقضيا'' يؤكد فاتح ربيعي. لأن المشروع، حسبما جاء في معرض حديثه، مشروع أمة يضع حدا للتشرد السياسي الجماعي والتشرذم الفردي والانقسام والفرقة. وإذا كان في منظور الإخوة موقع الشيخ من إعراب المناصب القيادية هو الإشكال ففي رأي المعني تفصيل الصلاحيات هو المشكل. وبين طموح هؤلاء في المواقع داخل هرم حركة النهضة وحساب الشيخ في نسيج التنظيم الذي يخدمه من خلال تحديد الصلاحيات داخلها يكمن مربط الانسداد الحاصل على طريق توحيد الصفوف بين الأخوة. الانسداد يبقى سيد المقام وجوهره الخلاف على من ينصب، من يراقب، من يحاسب ومن يعزل من. وأمام اتهام جاب الله جماعة ربيعي برفض خمسة اقتراحات توافقية هامة، قال الأخير إن جاب الله حر في أقواله ولا تلزم غيره مادام كل شيء موثق ومختوم. ''لم نتفق على شيء بما في ذلك الخط السياسي المحدد'' يرد ربيعي جازما ومحاولا رمي الكرة في ساحة الإصلاحيين من جماعة جاب الله الذين يحاولون- وفق تعبيره- تحويل فلسفة القانون الأساسي، الذي ينص على ''حرية المداولات، الأغلبية في القرار وإلزامية التنفيذ''، إلى اختزال الصلاحيات بين يدي شخص واحد. ليتحول موقع الشيخ جاب الله إلى إشكالية حقيقية تكاد تكون حالة سياسية مزمنة، في نظر المتتبعين. وما إعلان الشيخ تأسيس حزب جديد ثالث له لدليل على أن جماعة جاب الله لا تفقه فقه المشروع الحضاري للمجتمع ولا تلتزم بالمرحلية والتدرج في بناء المشروع المنشود الذي يخدم الدين والأمة. وهذا الموقف حتى لو امتنع ربيعي عن وصفه ينم عن تصلب في المواقف وإعادة توظيف عوامل الانشقاق وتكرار الفشل وتكريس القطيعة. طارق. ز / م. س شيخ الإصلاح السابق أراد تفصيل القانون على مقاسه ''حمار الشيخ توقف عند عقبة الصلاحيات'' ، بهذه الصورة الكاريكاتروية لخص فاتح ربيعي ما وقع بينه وبين الشيخ جاب الله في آخر حلقات مسلسل لم شمل النهضة التاريخية. وليقدم المزيد من الشروحات حول أسباب الخلاف، قال فاتح ربيعي متعجبا إن عجلة لم الشمل وبعدما قطعت مرحلة الوثيقة السياسية والفكرية وباقي الأدبيات المرجعية الأخرى بسرعة فائقة، فيما كان يفترض أن تكون الأكثر مناقشة ودراسة متأنية، باعتبارها جوهر الكينونة السياسية، توقفت ذات العجلة عدة مرات في ساحة المسائل التنظيمية الإجرائية المتعلقة بالصلاحيات والمكانة التنظيمية لكل واحد، مشيرا إلى أن الحركة كانت في كل مرة تقدم تنازلات وتوفيقات في سبيل إنجاز المشروع، كاشفا أن الطرف الثاني لم يقدم من التنازلات بحجم ما قدمته النهضة التي أبدت حتى الاستعداد للذهاب إلى مؤتمر استثنائي. ودون الكشف المفصل عن آلية التغييرات التي اتفقوا عليها في القانون الأساسي دون المساس بالجوهر، كشف ربيعي أن جاب الله ومن معه، ممن مثله في اللجنة المشتركة لبحت التقارب، لم يرضوا بعمل اللجنة دون المساس بالجوهر والمتمثل في قلب المعادلة التي تحكم حركة النهضة، بحيث أراد جاب الله، يقول فاتح ربيعي، إفراغ مجلس الشورى من صلاحياته ويستجمعها في يد القيادة التنفيذية مهما كان شكلها في المستقبل سواء كانت أمانة عامة أو رئاسة. وفيما لم يكشف فاتح ربيعي إن كان جاب الله يريد أن يترشح لرئاسة الحركة أو أمانتها العامة، إلا أن حديثه أول أمس في الندوة الصحفية عن موافقته على فتح باب الترشيحات لجميع من أراد أن يترشح لرئاسة الحركة، يفهم منه أنه كان يريد خوض المنافسة تقديرا منه بأن القواعد ستنتخبه أمينا عاما أو رئيسا للحركة في مؤتمر جامع، وهو ما يعني أن كل الصلاحيات التي جمعت في يد القيادة التنفيذية ستؤول إليه بالمحصلة وبذلك يكون جاب الله قد ضرب عصفورين بحجر واحد من خلال الجمع بين استعادة حزب واستعادة الرئاسة فيه ومن جهة أخرى يستجمع الصلاحيات التي تمكنه من العودة إلى ما قبل ,98 تاريخ استحداث منصب الأمين العام في الحركة. وعاد ضيف ''البلاد'' ليؤكد أن الحركة دعت جاب الله وأنصاره للموافقة على الاحتكام للقانون الأساسي الذي يحكم فاتح ربيعي وهو أول مسؤول في الحزب، كما يحكم أبسط مناضل، غير أن جاب الله -حسب تأكيد ربيعي- لم يرض بغير التحسين والتغيير في الجوهر بما تشتهيه جماعته. طالب بإقالتها من منصبها ربيعي: ''سنفصل في قضية خليدة تومي اليوم'' عاد ضيف منتدى ''البلاد'' للحديث عن القضية التي أثارت ضجة كبيرة في الصائفة الماضية إثر قرار حركة ''النهضة'' رفع دعوى قضائية ضد وزيرة الثقافة خليدة تومي بعد التصريحات التي نسبت إليها والمتعلقة بوصف ''جماعة النهضة'' بال''الفاشيين والأصوليين'' بعد الانتقادات التي وجهها نائب الحركة على خلفية ما سمي ب''تبذير المال العام في المهرجان الثقافي الإفريقي''، حيث قال فاتح ربيعي هنا، إنه لم يحصل في تاريخ الجزائر أن هوجم نائب من نواب البرلمان بسبب استعماله لصلاحياته الدستورية والحق الذي يعطيه له القانون في الرقابة على عمل الجهاز التنفيذي. وأوضح هنا قائلا ''توجه نائب حركة النهضة بسؤال كتابي وليس شفهيا، وهو حريص على المال العام ومن حقه العمل على الحفاظ عليه لكن فوجئنا برد غير دستوري وغير قانوني من طرف وزيرة الثقافة''. وفي هذا السياق، طالب رئيس حركة ''النهضة'' بضرورة تنحية الوزيرة تومي من منصبها ''لو كنا في بلد يحترم مؤسساته الدستورية والسياسية لما بقيت هذه الوزيرة يوما واحدا في منصبها، فإما أن تستقيل أو تقال لأن ردها بتلك الوقاحة على النائب وحزب النائب ونعتها له بأوصاف لا يليق أن تصدر من وزير في الدولة الجزائرية، أمر يدعو للاستنكار والتنديد''. وحول الإجراءات القانونية التي اتخذتها ''النهضة'' ل''رد الاعتبار'' قال ربيعي إن المكتب التنفيذي الوطني لحركته كلف الكتلة البرلمانية للحركة باتخاذ الموقف الذي تراه مناسبا من خلال رفع دعوى قضائية أو تحويل السؤال الكتابي الموجه إلى وزيرة الثقافة إلى سؤال شفوي. كما كشف في هذا السياق أن المكتب التنفيذي الوطني سيجتمع هذا اليوم لتقديم عرض في هذا الموضوع وإعطاء التوجيهات المناسبة. وأضاف أن الكتلة البرلمانية لم تودع إلى حد الآن شكواها لدى القضاء. أيمن السامرائي قال إن التصعيد الإعلامي زاد عن حده .. ضيف ''البلاد'': أنا متأكد من فوز ''الخضر'' في القاهرة قال فاتح ربيعي إنه متيقن من فوز الفريق الوطني أمام مصر في ال14نوفمبر الجاري. ربيعي عبّر عن سعادته وفخره بالنتائج التي حققها المنتخب الوطني ووصوله إلى مباراة فاصلة تؤهله لنهائيات كأس العالم 2010 . في نفس السياق استنكر فاتح ربيعي التشنج الإعلامي والحملة المسعورة التي تشنها بالخصوص الفضائيات المصرية، مشدّدا على أنه لا يجب أن تؤثر مقابلة في كرة القدم على العلاقات الأخوية التي تجمع الشعبين الجزائري والمصري اللذين يجمهما دين واحد ولغة واحدة وتاريخ مشترك وأن مهما كانت نتيجة هذا اللقاء فالرابح في الأخير بلد عربي. م. ف