توفيت أمس المرأة الوحيدة التي تولت منصب رئاسة الوزراء في بريطانيا، عن عمر ناهز 87 عاماً، إثر جلطة دماغية، مارغريت تاتشر الملقبة بالمرأة الحديدية بعدما عانت من جلطات عدة عزلتها عن العمل سنة 2002. وأعلن موت رئيسة وزراء بريطانيا السابقة، مارغريت تاتشر، المتحدث باسمها لورد تيم بيل. واشتهرت تاتشر التي لقبتها الصحافة السوفياتية بالمرأة الحديدية بعد خطابها الشهير في العام 1976، الذي جاء فيه “لم يعد الروس يقودون العالم”، رحلت المرأة التي غيرت وجه المملكة المتحدة باعتمادها ليبرالية اقتصادية لا هوادة فيها وأعادت الهيبة الدولية للبلاد، بنظرتها الفولاذية الثاقبة التي طالما كانت رمزا لقوة شخصية لا تضعف، أمام أي ظرف ولم يعبر أحد عن شخصيتها تلك كما عبرت عنها هي نفسها حين قالت عبارتها الشهيرة “أنا مع الإجماع، الإجماع حول ما أريده”. حيث لم تتخل طوال 11 عاما من حكمها الممتد من 1979 إلى 1990 عن رفضها الشديد للتسويات خدمة لمبادئ تؤمن بها بعمق وهي السياسة الاجتماعية، المحافظة، الليبرالية الاقتصادية وفكرة عظمة بلادها. وهي القناعات التي تولدت من تربية صارمة لوالد بروتستانتي ميتودي للشابة مارغريت هيلدا روبرتس التي ولدت في 13 أكتوبر 1925 في غرانتام وسط إنجلترا، وأصبحت محامية بعد زواجها في 1951 ثم انضمت إلى حزب المحافظين حيث دخلت عام 1959 مجلس العموم نائبا عن فينشلي شمال لندن، لتتولى خلال الفترة الممتدة ما بين 1970 و1974 وزارة التربية، ثم عام 1975 رئاسة حزب المحافظين الذي هزمت به حزب العمال بنضالها بعد أربع سنوات ضمن صفوفه، فأصبحت رئيسة وزراء بريطانيا حتى 22 نوفمبر 1990 وهي فترة قياسية من الحكم في القرن العشرين.