حذر المرشدون الفلاحيون بولاية غليزان من ظهور الأمراض الفطرية التي قد تصيب المحاصيل الزراعية الكبرى خوفا من تسجيل درجات حرارة مرتفعة خلال هذه الأيام، بعد الأمطار الغزيرة التي تساقطت مؤخرا. ودعوا إلى ضرورة استعمال المبيدات بشكل واسع رغم ارتفاع أثمانها من أجل القضاء على الأمراض الفطرية الخطيرة، لاسيما مرض “الميليديو” الذي يعصف بمنتوج البطاطا التي شهدت منحى تصاعديا في مساحات غرسها ببلديتي الحمادنة وجديوية، تزامنا مع غياب رهيب لليد العاملة التي ترتكز عليها عملية الجني في الفترتين الموسمية وغير الموسمية، وهو ما حدا بالمنتجين إلى البحث المتواصل عن اليد العاملة ببلديات الولايات المتاخمة لولاية غليزان، حيث أصيب العديد من الناشطين في شعبة البطاطا، التي عرفت منحى تصاعديا في غرسها بتراب بلديتي الحمادنة ووادي الجمعة بقلق كبير، لاسيما في حملة الجني غير الموسمية الماضية، وبإحباط كبير حين لم يجدوا اليد العاملة التي ترتكز عليها عملية الجني التقليدية، حيث اضطروا وفق مجموعة منهم إلى الاستنجاد باليد العاملة من بلديات الولايات المتاخمة لغليزان، لسد النقص وجني المحصول في وقته. ويتخوف المعنيون أن يسجل ذات النقص بحملة جني البطاطا الموسمية التي وصلت في المساحة المغروسة لأول مرة في تاريخ الولاية إلى 6500 هكتار، لتنافس في ذلك الولاية التقليدية في إنتاج هذه النوع من الخضر، على غرار عين الدفلى ومعسكر. وهو ما أقر به مسؤول بالولاية الذي كشف عن المشكل، مؤكدا بأن عملية “المكننة” في أيام التساقط غير مجدية، وتساءل عن جدوى عدم عمل الشبان البطالين بالفلاحة؟؟. كما كشف أن غليزان تحتل حاليا، وفق تصريح وزير القطاع، المرتبة ال12وطنيا في الإنتاج الفلاحي من أصل 48 ولاية. وبالمقابل أكد مصدر بمديرية المصالح الفلاحية أن إجمالي المساحات المغروسة بالبطاطا الموسمية هذا الموسم بلغ 6500 هكتار، وهو ما يمثل نسبة نمو تقدر ب170 في المائة. ويشار إلى أن معضلة نقص اليد العاملة لا يقتصر فقط على إنتاج البطاطا بل يتعداه إلى الفلاحين الناشطين في باقي المنتوجات الفلاحية، حيث اضطر عديد الفلاحين إلى حرث أراضيهم بما جادت به من عتاد اتقاء خسائر فادحة.