دفعت الهجمات الإرهابية الأخيرة التي استهدفت العديد من المواقع الدبلوماسية في طرابلس الى اعتماد الداخلية الليبية لإستراتيجية أمنية خاصة من شأنها توفير حماية أفضل للبعثات الدبلوماسية بما فيها التكفل بالحماية الخارجية لمقار القنصليات. أعلن أمس وكيل وزارة الداخلية الليبية عمر الخضراوي أن السلطات الليبية المختصة وضعت خطة أمنية متكاملة لحماية البعثات الدبلوماسية، ونقلت مصادر إعلامية عن المتحدث قوله أن القوات التابعة لوزارة الداخلية ستتكفل في إطار هذه الخطة بالحماية الخارجية للمقرات الدبلوماسية فيما تتكفل ستقوم العناصر الأجنبية بحماية السفارات من الداخل، وحسب الخضراوي فإن الداخلية الليبية شرعت في تفعيل عمل الإدارة العامة للحماية الدبلوماسية وذلك بتزويدها ب90 مركبة آلية وضم 750 عنصرا أمنيا الى هذا الجهاز لتوفير الحماية للسفارات والقنصليات الدبلوماسية في ليبيا، وتأتي هذه الخطوة على خلفية الاعتداءات التي طالت بعثات دبلوماسية غربية في ليبيا من ضمنها السفارة الفرنسية في طرابلس ومقر القنصلية الأمريكية في بنغازي الذي استهدفه هجوم مسلح شهر سبتمبر الماضي مخلفا مصرع السفير الأمريكي في ليبيا وثلاثة من معاونيه. يحدث ذلك في الوقت الذي تبحث فيه طرابلس عن تعزيز علاقتها بالاتحاد الأوروبي، حيث يشرع رئيس الحكومة الليبية المؤقتة علي زيدان اليوم في زيارة رسمية إلى العاصمة البلجيكية بروكسل لبحث سبل تعزيز العلاقات بين بلاده والاتحاد الأوروبي، أين سيلتقي زيدان مع نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية البلجيكي ورئيس المفوضية الأوروبية ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي ومن ثم رئيس وأعضاء لجنة البرلمان الأوروبي ثم أمين عام حلف شمال الأطلسي لتعزيز العلاقات وبحث آفاق التعاون مع الاتحاد الأوروبي في مختلف المجالات بما يعود بالفائدة على الطرفين، ويذكر أن رؤساء دول وحكومات الاتحاد الأوروبي وافقوا الأربعاء الماضي بشكل رسمي على إرسال بعثة مدنية لمساعدة ليبيا في تأمين حدودها من المقرر أن تنتشر تدريجيا ابتداء من شهر جوان المقبل، وتتألف البعثة البالغ ميزانيتها 30 مليون أورو من 110 من المستشارين المدنيين وستقدم المشورة والتدريب لليبيين بهدف تعزيز أمن الحدود البرية والبحرية والجوية لبلادهم على مدار عامين.