كشفت العلامة المصنعة للسيارات البلجيكية ”فانهول” أنها تعتزم دخول السوق الجزائرية من خلال الاستثمار في إنتاج السيارات عبر الاستفادة من فرص التي توفرها السوق الوطنية، وتجاوز تبعا لذلك مرحلة المبادلات التجارية وتصدير وعرض المنتجات على مستوى السوق الجزائرية. وأشارت مصادر بلجيكية إلى أن العديد من المتعاملين الاقتصاديين يرغبون في دخول السوق الجزائرية عبر بوابة الاستثمار اقتداء بنظرائهم من دول الاتحاد الأوروبي، على غرار المؤسسات الفرنسية والألمانية بالدرجة الاولى، ذاكرة في هذا السياق رغبة المصنع ”فانهول” التي ستعمل ضمن الشراكة مع المؤسسات الوطنية لتركيب السيارات المخصصة للنقل الحضري، بالإضافة صناعة خزانات الشاحنات لنقل المحرقات. وأوردت المصادر ذاتها بأن المخابر البلجيكية ”جي أس كا” تنوي من جانبها دعم التعاون في مجال صناعة الدواء والمواد الصيدلانية، وأوضحت أنها في المرحلة الراهنة تقوم بالمفاوضات الضرورية مع الحكومة الجزائرية من أجل إنشاء وحدات لإنتاج اللقاحات بجميع أنواعها. وتشير الأرقام الرسمية إلى واردات الجزائرية من بلجيكا تقدر بقرابة مليار دولار سنويا وتتمثل أساسا في الحافلات، المركبات الثقيلة الخاصة بالأشغال العمومية، بالإضافة إلى المواد الصيدلانية والمنتجات الفلاحية، بينما تصل الصادرات الوطنية نحو بلجيكا إلى 1.2 مليار دولار تمثلها بشكل أساسي المنتجات الطاقوية من المحرقات. وفي وقت يؤكد المتعاملون الأجانب على العمل ضمن تدابير الاستثمار التي حددتها الحكومة، لاسيما ما تعلق منها بقواعد دخول السوق الجزائرية وضمان السيادة الوطنية عبر امتلاك المؤسسات المحلية لنسبة 51 بالمائة من أسهم الشراكة، تظل الشركات الأجنبية، رغم اضطرارها بفعل الأزمة في أوربا لاقتحام النشاط في الجزائر ”متخوفة” من تمدد مسار المفاوضات مع السلطات العمومية الوصية، ضمن سياق تكرار السيناريو الذي عرفه مشروع تركيب سيارات العلامة الفرنسية ”رونو”، الذي ظل يراوح مكانه لعدة سنوات، بينما يبقى في انتظار دخول حيز الإنتاج على أن أكثر المتفائلين يتوقعون أن مصنع وادي التليلات لن يكون سوى ورشة لجمع وتركيب أجزاء السيارة، من منطلق أن إستراتيجية المنافسة تقتضي عدم تسليم العلامة للسر المهني وتكنولوجيا إنتاج السيارات بهذه السهولة.