طالبت تنسيقية مهنيي الصحة الوزير عبد العزيز زياري بضرورة تدارك الوضعية الحالية بسبب ”الحوار الهش الذي بدأ ولن يكون له مستقبل في حال استمراره بهذه الطريقة”، مؤكدة أن الاجتماعات الثلاثة التي عقدتها النقابات أيام 17، 18 و19 جوان الجاري) مع ممثلي وزارة الصحة تمت دون حضور المسؤول الأول عن القطاع. وعقدت تنسيقية مهنيي الصحة أول أمس اجتماعا تقييميا ضم النقابات المشكلة للتنسيقية ممثلة في نقابة ممارسي الصحة العمومية، ونقابة الممارسين الأخصائيين في الصحة العمومية، ونقابة الأخصائيين النفسانيين، ودام الاجتماع حوالي 5 ساعات كاملة من الرابعة زوالا حتى الساعة التاسعة ليلا. وقال الناطق الرسمي للتنسيقية، الدكتور كداد خالد، أمس في تصريح ل”الفجر”، إن ”الاجتماع الذي عقد يأتي لتقييم مرحلة ما بعد الإضراب، حيث سجلنا وبكل أسف غياب وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عبد العزيز زياري عن الاجتماعات الثلاثة التي عقدت مع مسؤولي النقابات الثلاث، وكنا نرجو من المسؤول الأول على القطاع تسجيل حضوره ويشرف بصفة مباشرة وشخصية على إدارة الاجتماعات أو على الأقل يفتتح رسميا الاجتماعات وبعدها يغادر”. وأضاف المتحدث أن ”الوزارة رغم أنها استدعت النقابات للحوار، إلا أنها لم تقدم كل ما يجب أن تقدمه من أجل تعزيزه واستمراره، ويظهر ذلك في عدم التكفل بالمطلب الأساسي المتمثل في مراجعة القوانين الأساسية والأنظمة التعويضية، حيث أكدت أن هذا المطلب لا يمكن التكفل به لأنه من صلاحيات الحكومة، دون تقديم المبررات الكافية التي تدعم بها موقفها”، مشيرا في هذا السياق أن الحكومة استجابت لهذا المطلب التي طرحته نقابات التربية. وأوضح المتحدث ذاته أن ممثل الوزارة المشرف على جلسة الاجتماعات وهو مدير الديوان، الذي كان برفقة مدير الموارد البشرية والمفتش العام ومدير التكوين، طلب من مسؤولي النقابات طرح المطالب الأخرى إن هي وجدت، وهي مطالب ترتبط مباشرة بمسؤولية وصلاحيات الوزارة، منها التوظيف، الترقية، التكوين، الخريطة الصحية، النشاط التكميلي ورفع الإجحاف عن الاقتطاع الضريبي، مضيفا ”لقد جاء موقف الوزارة غريبا أمام هذه الانشغالات، فممثلوها اكتفوا فقط بتسجيلها دون تقديم خطة عمل أو جدول زمني لتسوية أبسط المسائل التي تندرج ضمن المسؤولية المباشرة للوزارة وذلك دون الخوض في كيفية معالجتها وطرق حلها”. وتابع بالقول ”كما سجلنا أن الوزارة لحد الآن لم تشرع في رفع كل أشكال العقوبات المسلطة والمركزة على النقابيين والموظفين كعربون ثقة وخطوة لتعزيز استمرار الحوار”، مؤكدا أن ”النتيجة التي يمكن استخلاصها من كل هذا هي أن هذا الحوار بدا هشا، ونحن ننتظر تدعيمه وتعزيزه من طرف وزير الصحة عبد العزيز زياري حتى يكون له مستقبل”.