خلافا لما كانت عليه التجمعات الاحتجاجية الوطنية الثلاث، التي انتظمت بالتتابع على مدى ثلاثة أسابيع ماضية، أماام مقر وزارة الصحة في المدنيّة، شهد تجمّعُ أمس مواجهات جسمانية، ومشادات، وعمليات دفع بالأيدي بين أعوان الشرطة والأطباء العامين والأخصائيين، والصيادلة، وجراحي الأسنان، والأخصائيين النفسانيين، الأمر الذي تسبب في سقوط الأستاذ خالد كداد رئيس نقابة الأخصائيين النفسانيين، والمنسق الوطني لتنسيقية مهنيّي الصحة أرضا وهو في حالة إغماء، وتبعهُ في ذلك الدكتور يوسفي رئيس نقابة أخصائيي الصحة العمومية، في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن اتصالات غير رسمية بين الوزارة والنقابات. تجمع أمس للمرة الرابعة على التوالي الأطباء العامون والأخصائيون، والصيادلة، وجراحو الأسنان، والأخصائيون النفسانيون أمام مقر وزارة الصحة في المدنيّة، وخلافا لما كانت عليه التجمعات الاحتجاجية السابقة الثلاث، شهد تجمع أمس مواجهات جسمانية واشتباكات بين قوات الشرطة والمُتجمعين، استعملت فيها عمليات الدفع بالقوة، حين همّ المتجمعون بالخروج في مسيرة رمزية نحو المدخل الرئيسي العلوي للوزارة، ولأن قوات الشرطة المتواجدة بعين المكان كانت لها تعليمات بعدم السماح لأي تقدم في هذا الاتجاه، فقد حدثت مواجهات واشتباكات جسمانية أدت إلى سقوط الأستاذ خالد كداد رئيس النقابة الوطنية للأخصائيين النفسانيين، والمنسق الوطني لتنسيقية مهنيّي الصحة أرضا، وهو في حالة إغماء، وقد تمّ نقله بسرعة إلى محاذاة الجدار المحيط بمقر الوزارة، أين أُسعف، وبعدها تمّ نقله إلى المستشفى، أين خضع للعلاج والراحة المطلوبة. وعلى الجانب الآخر من الطريق حاول المتجمعون التحرك من جديد في مسيرة رمزية أخرى، إلا أن قوات الشرطة منعتهم من التحرك، وكان من بين ضحايا المواجهات والاشتباكات الدكتور محمد يوسفي، رئيس النقابة الوطنية لأخصائيّي الصحة العمومية، حيث سقط أرضا بفعل الدفع، وكان في حالة إغماء لم تدُم طويلا. وحتى وإن حصلت إغماءات، وقلة احترام من بعض العناصر، إلا أن المسؤول الأول عنهم والقيادات الأمنية الأخرى المرافقة تعاملت مع المتجمعين بنوع من التحفظ من عدم الانزلاق، ولكن هذا لم يمنع من ملاحظة حالة الغضب والتذمر التي كان عليها المتجمّعُون، وقد عبّروا عنها بوضوح تام في الشعارات الحادة.وخارج إطار التجمع الاحتجاجي أوضح ل »صوت الأحرار« خالد كداد المنسق الوطني للتنسيقية قبيل اندلاع المواجهات أن وزارة الصحة قد شرعت في اتصالات مباشرة غير رسمية مع رؤساء النقابات الثلاث ، من أجل العمل على تحضير أرضية اتفاق بين الجانبين. وعن اشتراط الوزارة وقف الإضراب كشرط للدخول في حوار وتفاوض، قال كداد: »نحن نرفض أن تطلب منا الوزارة وقف الإضراب الذي بلغ أسبوعه الرابع على التوالي، نحن نريد حوارا دون شروط، لأنه حتى الآن ليس لنا ما يُمكن أن نقوله لزملائنا المضربين والوزارة لم تستجب لأي مطلب من مطالبنا«. ووفق ما تقرر، فإن النقابة الوطنية لممارسي الصحة العمومية التي يرأسها الدكتور الياس مرابط قد عقدت أول أمس اجتماعا تقييميا، فيما عقدت نقابة الأخصائيين التي يرأسها الدكتور محمد يوسفي اجتماعها زوال أمس، ونقابة الأخصائيين النفسانيين التي يرأسها خالد كداد نهار اليوم، وعلى أن تجتمع النقابات الثلاث المذكورة غدا الجمعة لتقييم الموقف جماعيا واتخاذ قرار مشترك على ضوء ما توصلت له الاجتماعات الثلاث المذكورة. جدير بالذكر، أن النقابات الثلاث التقت استُقبلت أول أمس من قبل برلمانيي تكتل الجزائر الخضراء، وقد أ بلغوهم بتفاصيل المطالب والوضع القائم، وقد تمّ وعدهم بالتبليغ، وطرح الأسئلة الشفوية على وزير الصحة.