أوصى الخبير الاقتصادي فارس مسدور الحكومة بضرورة الاستفادة من الأزمة الاقتصادية التي تعصف بأوروبا لاسيما وأننا في موقع قوة وذلك خلال الزيارة التي تقود رئيس المفوضية الأوروبية خوسيه مانويل باروسو إلى الجزائر لبحث ملفات هامة على رأسها ملف الطاقة والمالية. ودعا الخبير الاقتصادي في تصريح ل”الفجر” السلطات الجزائرية إلى الاستفادة من الأزمة الأوروبية خلال الزيارة المرتقبة لرئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، إلى الجزائر الأسبوع القادم والتي يغلب عليها الطابع الاقتصادي على غير العادة، مذكرا أنه في وقت سابق حين كانت الجزائر تعاني من ضائقة مالية كانت الدول الأوروبية تحاول إغراقها بشتى الطرق ووضع الشروط وفق مصالحها وضرب مسدور مثال بصندوق النقد الدولي الذي وضع العديد من الحواجز والعراقيل لمنح الجزائر ديون وفق ما يخدم مصلحة الصندوق لكن بمجرد أن انتعش الاقتصاد الجزائري جاء يطلب قروضا. وشدد مسدور على ضرورة التفاوض الجيد لوضع شروط تخدم الصالح العام للبلاد قبل التوقيع على أي اتفاقية لأننا الطرف الأقوى في المعادلة وهذا ما يعزز ‘'موقفنا التفاوضي”، حيث لابد من استعمال كافة الطرق الذكية وحتى لاكتساب أكبر عدد من المزايا التكنولوجيا وتدعيم نسيجنا الاقتصادي، مضيفا أنه من الضروري عدم تفويت هذه الفرصة الثمينة خاصة وأن المعطيات الاقتصادية تسوء والمؤشرات لا تنبؤ بقرب الانفراج بل بالعكس ”لذا فالاتحاد الأوروبي يرى أن الجزائر هي أحد الحلول لخروج من الأزمة الاقتصادية الخانقة”. وبخصوص الطاقة التي من المرتقب أن تكون الهدف الأساسي من الزيارة، حثّ ذات الخبير الاقتصادي المسؤولين الجزائريين على ضمان عقود طويلة المدى في قطاع الطاقة خاصة الغاز مع الاتحاد الأوروبي، ودعا أيضا إلى طلب نقل الخبرة كشرط أساسي للتوقيع على الاتفاقيات. ومن المرتقب أن يزور رئيس المفوضية الأوروبية، خوسيه مانويل باروسو، الجزائر يومي السادس والسابع من جويلية الجاري لبحث قضايا هامة على رأسها ملفات الطاقة والاستقرار الأمني. ومن المنتظر أن يجري باروسو محادثات مع الوزير الأول عبد المالك سلال، فضلا عن لقاءات مع مسؤولين كبار في قطاعات المالية والطاقة، كما سيتم استعراض حصيلة العلاقات الثنائية منذ دخول اتفاق الشراكة حيز التنفيذ في سبتمبر 2005 بالإضافة إلى السياسة الأوروبية للجوار في صيغتها الجديدة والاتفاق حول الطاقة. ومن جهته، رجح مسدور أن يتخذ الاتحاد الأوروبي من البحبوحة المالية التي تعيشها الجزائر أداة لحل أزماته، هذا وأبدت العديد من الشركات الأجنبية رغبتها في الاستثمار في مجال استخراج الغاز والتنقيب والاستكشاف في الجزائر. كما تتفاوض المجموعة الحكومية ”سوناطراك” مع عدد من الدول الأجنبية لتجديد العقود طويلة ومتوسطة المدى الخاصة بالتموين بالغاز.