الجيش يواصل غلق معبر رفح لليوم الثاني على التوالي تزداد حدة التوتر في الشارع المصري بين مؤيدي الرئيس المخلوع محمد مرسي ومعارضيه وكذا قوات الجيش التي تتولى الحفاظ على أمن البلاد، ويعرف الوضع تصعيدا أمنيا خطيرا أمام إصرار الإخوان على أن الجيش اغتصب حكمهم المشروع ووأده في سنته الأولى، فيما يدافع معارضو النظام السابق على أحقية الخطوة التي أقدم عليها الجيش ويصفونها بالصائبة ويصرّون على الدخول في اعتصام مفتوح. يبدو أن المواجهات بين الإخوان ومعارضيهم والإخوان وأفراد الجيش تسير في طريق الحرب الأهلية مع استمرار الاشتباكات في حصد المزيد من الأرواح، حيث أقدم مسلحون أمس على قتل قس بالرصاص في مدينة العريش شمال سيناء، وقالت المصادر أن إسلاميين مسلحين يقفون وراء عملية الاغتيال هذه، كما تعرضت أربع نقاط تفتيش تابعة للجيش في ذات المنطقة لهجوم مسلح، فيما يواصل الجيش غلق معبر رفح لليوم الثاني على التوالي على خلفية الهجمات التي تعرضت لها مراكز للشرطة بالمنطقة، حيث أعلنت هيئة الإسعاف المصرية أن 36 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب نحو 1079 آخرين في المواجهات التي شهدتها مختلف أنحاء مصر بين أنصار الرئيس المخلوع محمد مرسي ومعارضيه استمرت إلى غاية فجر أمس، فيما تشير التقارير غير الرسمية إلى تجاوز عدد القتلى عتبة الخمسين قتيلا، وكانت الأعنف منها تلك التي شهدتها الإسكندرية التي بلغ فيها عدد القتلى 14 قتيلا. يحدث ذلك في الوقت الذي أنهى فيه مؤيدو الرئيس المعزول محمد مرسي اعتصامهم أمام مبنى محافظة شمال سيناء، ونجحت مديرية الأمن في تسلم مبنى المحافظة بعد أن استولى عليها جماعة الإخوان، حيث حاول المئات من أنصار مرسي أمس الأول اقتحام مبنى محافظة شمال سيناءبالعريش قادمين من مسجد النصر في مسيرة حاشدة. وبعد جمعة دامية شهدت أجواء أمنية وسياسية متوترة تخللتها اشتباكات متفرقة بين أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي ومعارضيه خلفت ثلاثين قتيلا ومئات الجرحى تواصلت الدعوات من الجانبين لمزيد من الحشود، ففي الوقت الذي دعت حركة تمرد وجبهة الإنقاذ الوطني إلى مظاهرات أمس تستمر إلى اليوم الأحد في كل ميادين مصر لدعم ما وصفتها بالشرعية الثورية والدفاع عن الاستقلال الوطني، وأعلن التحالف الوطني الدفاع عن الشرعية وتمسكه بمرسي رئيسا شرعياً للبلاد ورفض ما يصفه الإخوان بالانقلاب على الحكم، وشدّد التحالف على أن جماهير الشعب ماضيه في احتشادها الحضاري واعتصامها السلمي في كافة الميادين حتى إنهاء الانقلاب العسكري الذي اغتصب شرعية الإخوان، مشيرا إلى ضرورة عودة الرئيس الشرعي لممارسة مهامه الدستورية التي منحتها إياه انتخابات تشريعية نزيهة، كما تتمسك جماعة الإخوان المسلمين بدعوات أنصارها إلى مواصلة التحركات الاحتجاجية، وهو ما أكده حزب الحرية والعدالة المنبثق عن الجماعة الذي يصّر مع كافة أعضائه ومناصريه على الاعتصام وسط جموع المؤيدين لعودة الرئيس إلى مكتبه ومواصلة مسؤولياته، موضحا أن التظاهر سيلتزم بالسلمية ونبذ العنف، مطالبا القوات المسلحة الالتزام بحماية المتظاهرين والمظاهرات ومنع أعمال البلطجة، كما أعلن أنصار مرسي الدخول في اعتصام مفتوح أمام مقر الحرس الجمهوري للمطالبة بالإفراج عن مرسي وإعادته إلى منصبه رئيسا للدولة احتراما للشرعية، وكانت جماعة إسلامية جديدة أطلقت على نفسها ”أنصار الشريعة” قد أعلنت عن ميلادها بمصر أول أمس، واصفة تدخل الجيش لعزل الرئيس محمد مرسي بأنه إعلان للحرب على معتقداتها، وهددت باستخدام العنف لفرض أحكام الشريعة، مؤكدة أنها ستمضي في جمع أسلحة وستشرع في تدريب أعضائها حسب بيان نشر على موقع إلكتروني تابع لها.