الأمن يجهض محاولة اقتحام مقر الأفالان لطرد بلعياط تراجع خصوم المنسق العام للأفالان، عبد الرحمان بلعياط، أمس، عن فكرة اقتحام المقر المركزي للحزب بالقوة، وطرده منه، بفضل التواجد الكثيف لعناصر الأمن التي استنجد بها بلعياط، بعد مراسلة رسمية للداخلية لحماية المقر، في وقت وجه فيه 8 أعضاء من المكتب السياسي، من بينهم 4 وزراء، في اجتماعهم أمس، تحذيرات شديدة اللهجة لبلعياط، بلغت حد التهديد بسحب الثقة. اجتمع بعض أعضاء المكتب السياسي أمس، بالمقر المركزي للحزب، ممثلين في كل من الوزراء عمار تو، رشيد حراوبية، طيب لوح وعبد العزيز زياري، إلى جانب الأعضاء قاسى عيسي، محمد عليوي، حبيبة بهلول وليلى الطيب، ووجهوا بيانا شديد اللهجة إلى منسق الحزب عبد الرحمان بلعياط، بلغ حد التهديد بسحب الثقة منه، وفق ما يخولهم القانون من صلاحيات. وجاء في بيان من سبعة نقاط بعنوان ”تذكير ببديهيات”، تحوز ”الفجر” على نسخة منه، أن قرارات المكتب السياسي تتخذ بأغلبية أعضائه مثبتة بمحضر اجتماع مكتوب، وكل القرارات التي اتخذها بلعياط خارج هذا الإطار لا تلزم الحزب، مع الإشارة إلى أن المكتب السياسي لم يجتمع منذ 6 أشهر، رغم أن القانون يؤكد على اجتماعه مرتين في الشهر وجوبا، وأكدوا أنه كان من الواجب على بلعياط بعد الاستشارات التي أجراها بخصوص هياكل البرلمان، تبليغ المكتب السياسي بها يوم 3 جويلية، غير أنها تمت على انفراد خارج المكتب السياسي. وأضاف البيان أن الانسداد داخل الكتلة البرلمانية سببه الانفرادية في القرارات، ولتجاوز الإشكالية يقتضي الأمر العودة إلى الكتلة البرلمانية من أجل التشاور الداخلي واتخاذ القرار المناسب، على أن تجتمع الكتلة البرلمانية بمقر الحزب الدورة الخريفية للبرلمان تحت رئاسة المكتب السياسي ودون تدخل بأي حال من الأحوال. وشدد الأعضاء الثمانية للمكتب السياسي أنه ”لا ينطق باسم الحزب إلا على أساس القرارات التي يتخذها المكتب السياسي مثبتة في محضر اجتماع الأخير، لتتوقف التصريحات الكاذبة والتصريحات المضادة للكاذبة”، كما لا تصرف أموال الحزب إلا بموجب قرارات المكتب السياسي، ما عدا أجور العمال ومصاريف الغاز والكهرباء والماء والحاجات المعقولة. وقال ذات البيان إن الاجتماعات المقبلة للمكتب السياسي ستخصص لتوفير الشروط الملائمة لعقد دورة اللجنة المركزية في دورة استثنائية لانتخاب أمين عام جديد في أقرب الآجال، يتفق على موعدها المكتب السياسي. مبادرة لتشكيل قيادة مؤقتة لتسيير الحزب لغاية المؤتمر القادم وهدد المكتب السياسي المنسق العام عبد الرحمان بلعياط، بسحب الثقة منه مثلما وضعوها فيه، وكشفت مصادر مطلعة بالحزب في اتصال مع ”الفجر” أمس، أن الصراعات الموجودة بين الموالين لعبد الرحمان بلعياط وخصومه في المكتب السياسي دفعت بالعديد منهم إلى رفض دعوة بعض قياديي المكتب السياسي، كالمكلف بالإعلام قاسى عيسي، للاجتماع لاستكمال المشاورات، ويتعلق الأمر بالمحسوبين على بلعياط كعبد الحميد سي عفيف، وزحالي. وأمام تأزم الوضع في الحزب بعد عودة الرئيس بوتفليقة ومحاولة كل جناح فرض سيطرته، خاصة وأن المكتب السياسي الحالي مطعون في شرعيته، قدمت أطراف فاعلة في الحزب مبادرة بتشكيل ”هيئة مدبرة” انتقالية لتسيير شؤون الحزب على المدى المتوسط، تتكون من ممثلين عن مختلف الأجنحة في الحزب تعمل على استكمال المشاورات السياسية، والتحضير المؤتمر القادم للحزب، الذي سيناقش رئاسيات 2014 بإسهاب، لأن استدعاء اللجنة المركزية في مثل هذه الظروف سيخدم أصحاب المال فقط وستدعم مرشحا بعينه.