نقلت مواقع التواصل الاجتماعي بمصر فيديوهات من ”رابعة العدوية” تظهر نقل جماعات إخوانية لأسلحة ملفوفة في قطع قماش تشبه راجمات صواريخ من نوع ”مونبادس”، يتخوف أن تستعمل في النزاع الدائر حاليا بساحات القاهرة والمدن المصرية، خاصة بعدما قررت وزارة الداخلية فض اعتصام الإخوان بالقوة. وليس غريبا أن يمتلك التنظيم أسلحة في هذا الوقت الذي ألهبت فيه الأسلحة الليبية منطقة الساحل كلها، وتسببت في الكثير من الكوارث من مالي إلى الجزائر مرورا بتونس وبليبيا نفسها التي لم تتمكن حكومتها من جمع الأسلحة من أيدي الميليشيات والتي قدرتها مصادر عسكرية غربية بحوالي 250 مليون قطعة سلاح بمختلف أشكالها وأنواعها. فتنظيم الإخوان حرص منذ تأسيسه منذ أزيد من 80 سنة على تشكيل جناحه السري، وهو جناح عسكري مدرب ومسلح، يكون استفاد هذه الأيام وفي ظل الحكم الإخواني من تهريب الأسلحة الليبية، استعدادا لحروبه المستقبلية سواء مع الجيش المصري أو مع الشعب الرافض لحكم الإخوان. الخوف أن تطول الأزمة المصرية، وتوجه هذه الأسلحة ليس فقط إلى الجيش والشرطة المصرية، وإنما إلى الشعب المصري الذي خرج في مسيراته الرافضة للإخوان، وتتحول أزقة المدن المصرية إلى ساحات حرب، يروح ضحيتها الشعب الأعزل، فمصر ليس بها جبال أو غابات يمكن أن يلجأ إليها إرهابيو الإخوان في حربهم من أجل ما يسمونه بعودة ”الشرعية”. فقد أعلن أحد قادة التنظيم عن وجوب تشكيل الجيش الحر، سيدخل حتما مصر في متاهة مثلما حدث مع الجيش الحر في سوريا. ونعود مرة أخرى للتذكير بتحذيرات الجزائر من مغبة التدخل في ليبيا وإسقاط نظام القذافي، فقد أثبتت الأحداث الحاصلة في المنطقة صحة التنبؤات الجزائرية. فليبيا لم تعرف استقرارا بسقوط القذافي، ولا بقيام حكومة منتخبة، هذه بقيت عاجزة عن توفير الأمن لليبيين، فخلال يومين قتلت شخصيتين معارضتين، وهرب أكثر من ألف سجين، ناهيك عن الاختطافات والسيارات المفخخة، فليبيا تحولت إلى سوق كبيرة للسلاح والمخدرات والسلع المهربة. فالسلاح الليبي مكن القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى من السيطرة على شمال مالي، وإدخال المنطقة في حرب أهلية تبعها دخول القوات الفرنسية إلى مالي بحجة طرد الإرهابيين، كما أن السلاح الليبي كان أيضا وراء حادثة تيغنتورين في الجزائر. والسلاح الليبي وراء الاغتيالات السياسية في تونس، آخرها اغتيال محمد البراهمي النائب المعارض، وأحداث جبل الشعابني. والأمثلة كثيرة ومتعددة لما خلفه انهيار النظام الليبي من مآس وعدم استقرار في المنطقة، وليس مستبعدا أن يخلط أوراق الأزمة المصرية التي يرفض المحللون تشبيهها بسيناريو الجزائر. الخوف أن تكون مصر مقبلة على ما هو أسوأ مما عرفته الجزائر!؟