تتميز أعراس البليدة بجملة من التقاليد العريقة التي كانت تشكل جوهر أي عرس وميزته الاجتماعية. بعض تلك التقاليد اختفت تحت ضغط الموضة وتكاليف الحياة وسنة التغيير لكن بعض تلك التقاليد ماتزال حية إلى اليوم ولا يمكن أن يخلو عرس بليدي منها. من بين تلك التقاليد حضور الماشطة وهي سيدة كبيرة في السن ترافق العروس ليلة الحناء إلى الحمام وتتلخص مهمتها في أعراس البليدة في تزيين العروس ومرافقتها طوال أيام الفرح إلى غاية وصولها لبيت زوجها. وتكون العروس البليدية محاطة بقريباتها وأهلها ويتم دخولها إلى الحمام بالحويك وهو تصغير كلمة حايك المصنوع من الحرير وخيط الذهب. وهناك يوزع نوع من الحلويات تسمى ”الحنيونات”على الحضور بعد حمام العروسة مع الشاربات وهو نوع من العصير الذي تختص بتحضيره البيوت البليدية بالليمون والعسل وماء الورد والياسمين. كما يتميز العرس البليدي بعادة التقدام أوالتمربيع وهي جملة من الأشعار الشعبية التي يتم ترديدها من قبل الحاضرات أثناء وضع الحنة للعروس وهي أشعار تشيد بخصال العروس والعريس والعائلتين. وعادة تلقي سيدة من أهل العروس شطرا شعريا وترد عليها سيدة أخرى من أهل العريس وهكذا حتى تنتهي جلسة الحناء التي ترمز للفرح والسعادة ويتم عادة وضع الحناء بوجود البيض رمزا للخصوبة والغنى وماء الزهر رمزا للمودة واللطف والقطع النقدية الذهبية رمزا للثراء. زيادة على كل الاحتفالات التي تقام للعروس صبيحة يوم العرس والتحزام تذهب العروس في اليوم الرابع عشر لزواجها إلى الحمام أو ما يسمى في البليدة بحمام الربعطاش رفقة عائلة الزوج في موكب نسائي ذي طقوس خاصة حيث ترتدي العروس نوعا من اللباس التقليدي يسمى في المنطقة بالقاط وتقوم مرة أخرى بتوزيع الحنيونات والشاربات على الحضور مكررة بذلك مشهد حمام الحنة في بيت أهلها ليلة زفها إلى بيت زوجها وإيذانا بنهاية العرس واندماج العروس في عائلتها الجديدة.