تزامنا مع فترة الصيف تحتفل العائلات الشاوية بالأعراس التي تدوم 7 أيام تتخللها الفرحة، والتحضيرات للعرس بدءا بأطباق الكسكسي والشخشوخة، شربة فريك والحلويات وكل مستلزمات العرس. وتتميز "بلاد الشاوية" بالعادات والتقاليد تميزها عن باقي مناطق الوطن حيث يبدأ العرس بليلة الثلاثاء حيث يقوم أهل العريس بأخذ الكبش وكل مستلزمات الطهي لأهل العروس ويستقبلون من طرف أهل العروس مع حضورهم لذبح الكبش. ويقوم أهل العروس بتحضير طبق الشخشوخة لهم، ووشواء لهم جزء من اللحم والكبد وتقدم لهم القهوة، ثم عودة أهل العريس إلى بيتهم ويقومون بتحضير العشاء الذي يتكون من كسكسي وشربة فريك وكفته وحفلة ساهرة في الليل تحتوي على أغاني تقليدية شاوية تتمثل بالرحابة بعد يوم الثلاثاء الساهر. المحظوظة في زواجها هي من تحني العروس وفي هذا اليوم تقوم العروس بوضع الحنة المعروفة باسم "حنة بابها" والتي تكون في صحن مزين بالشر اشف والشموع مع غناء النسوة باستعمال "أضبال" وهو البندير. ومن عادات أهل العروس أن تتكفل سيدة من أقاربها تكون محظوظة في حياتها الزوجية، بوضع الحنة، وذلك تبركا بها، ومن ثمة توضع الحنة للبنات العازبات من أجل تعجيل زواجهن، وفي الغد تذهب العروس إلى الحمام في موكب وتأخذ مجموعة من البنات وتدفع هي تكاليف الحمام، ومن ثمة الاتجاه يكون نحو الحلاقة، في حين أهلها يحضرون فطور المتكون من "بكبوكة" و"سلطة"، وأما العروس يتم تحضير لها قلب الشاة والكبد ، وبعدها تلبس لباس تقليدي، تنتظر أهل زوجها، بوصولهم يتم استقبالهم بالزغاريد و"البندير" وطلقات "البارود" وتحضر لهم القهوة والغداء، ويحضر أهل العريس ما يسمى بزفة العروس والتي تتكون من ذهب وملابس للعروس، وصينية من القشقشة وهي "حلوى، جوز، لوز، كاوكاو..."، ومن ثمة تجلس العروس باتجاه القبلة مع وضع فوق رأس العروس "ذراية" وهي عبارة عن شاش وتجلس معها رفقتها فتاتين عازبتين واحدة من أهل العريس والأخرى من أهل العروس، ثم تأخذ واحدة من أهل العريس الصينية وتضعها فوق شاش العروس، في حين حبات الحلوى التي تسقط هي عدد الأولاد التي سترزق بهم في المستقبل، وهناك من أعتبرها خرافات وطقوس تؤمن بها العجائز، بينما يرى البعض الأخر أنها في غاية المتعة والروعة، حيث مازالت تطبق إلى يومنا هذا، ومن ثمة توضع الحناء في يد العروس من طرف ام العريس مع وضع حبات "اللويز"، وتلبيسها الخاتم والذهب الخاص بها وتلقيها العديد من الهدايا. عشاء أهل العريس ثم يذهب أهل العريس بالرجوع للبيت، حيث يدعون مجموعة من النساء لتحضير عشاء كبير لأصحاب العريس وبعد العشاء يقومون بتحنية العريس من طرف أمه وقيامهم بحفلة ساهرة ثانية ويأتي يوم الخميس الذي تزف فيه العروس إلى أهل زوجها حيث يحضرونها بالسيارات مع فرسان وزغاريد وإطلاق النار بصورة مريعة وكأنها حرب. ومن ثم تذهب العروس لبتها الجديد وتمني الناس لها بالسعادة والفرح. "ثيكسيوين" اللباس الأمازيغي للشاوية وأهم ما ميزهم كذلك هو لباس المرأة الأوراسية "ثيكسيوين" أو ما يعرف "بالملحفة"، وهو قطعة هامة في اللباس الشاوي، ويكون اللحاف فوق الملابس الداخلية متموجا، ومن القطن الملون بالأسود والأبيض، وقد يأتي على ألوان مختلفة، وما يزيد "الملحفة" جمالا ورونقة، هو تزيين المرأة بالحلي الفضية التلي "لخلال" وهو إكسسوار فضي يمسك بها طرفي الملحفة بين الكتف وأعلى الصدر، وما يميزها هي أشكالها وألوانها وتلبسه العروس يوم ذهابها لبيت زوجها، حيث ترتدي الألبسة التقليدية من الجبة القسنطينية والسطايفية والشاوية .