استنفار أمني والرئاسة تعلن حالة طوارئ لمدة شهر تنديد داخلي وخارجي باستخدام الأمن المصري للقوة شرعت الشرطة المصرية صباح أمس، في تفريق مؤيدي الرئيس المعزول محمد مرسي، بمنطقتي رابعة العدوية والنهضة، وسط تضارب في المعلومات حول عدد القتلى بعد نشوب الفوضى وتبادل العنف، ما دفع الرئاسة المصرية إلى إعلان حالة الطوارئ في البلاد لمدة شهر كامل، ابتداء من الساعة الرابعة مساء يوم أمس بتوقيت مصر، وتمكنت القوات الأمنية من تطويق ميدان النهضة وأحكمت سيطرتها على المنطقة، حيث أعلنت وزارة الداخلية المصرية أنها سيطرت كليا على ميدان النهضة بمحافظة الجيزة شرقي القاهرة، ثاني مكان اعتصام لمؤيدي الإخوان، وقامت بإزالة أغلب الخيام الموجودة بالميدان وأغلقت كل الطرق والمداخل المؤدية إليه، وقال عبد الفتاح عثمان، مدير الإدارة العامة للإعلام بوزارة الداخلية، إنه تم ضبط أسلحة داخل اعتصام النهضة، وتم إحكام السيطرة على المنطقة بالكامل، مضيفا أن قوات الأمن تستكمل الآن مهامها بمحيط ميدان النهضة وتقوم بتمشيط المنطقة المحيطة بها. قامت قوات الجيش والشرطة بوضع الحواجز حول رابعة ومنعت المتظاهرين من دخولها، لكنها عادت وفتحت بعض الطرق لضمان الخروج الآمن للمعتصمين من رابعة وميدان النهضة، وواصلت قوات الشرطة فض الاعتصام وإزالة الخيم بميدان رابعة العدوية، بعد أن دفعت قوات الأمن صباح أمس بعشرات المدرعات والمصفحات الى محيط اعتصامي رابعة العدوية والنهضة، وقامت بهدم الجدار الخرساني بمحيط ميدان رابعة العدوية، فيما أغلقت جميع مداخل ومخارج مدينة العريش ومنع السيارات من دخولها بمنطقة سيناء. اشتباكات، قتلى، جرحى واعتقالات.. روايات مختلفة وأفضى استخدام الأمن للقوة في إخلاء الميادين من أنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، إلى وقوع العديد من الضحايا، حيث أعلنت وزارة الصحة المصرية عن ارتفاع حصيلة ضحايا الاشتباكات التي رافقت فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في القاهرة، إلى 15 قتيلا، بينهم 5 من عناصر الأمن، إضافة ل179 جريح، وهذا خلافا لتصريحات أنصار مرسي الذين تحدثوا عن سقوط مئات الضحايا. وأعلنت الجماعة منذ الصباح عن سقوط أكثر من 100 قتيل كحصيلة أولية، فيما ذكر مصدر صحي مقتل 15 قتيلا و203 جرحى في رابعة والنهضة، أما المستشفى الميداني فأعلن عن 300 قتيل و800 جريح في رابعة العدوية، وأضافت مصادر أمنية أن 4 أشخاص قتلوا وأصيب 16 آخرون من قوات الأمن في فض اعتصامي رابعة العدوية وميدان النهضة، من جانبه ذكر الجانب السلفي وقوع مئات القتلى، بينهم 65 طفلا على الأقل في رابعة والنهضة، فيما أعلن المتحدث الإعلامي باسم الجبهة السلفية هشام كمال، في تصريحات إعلامية أن عدد ضحايا رابعة العدوية والنهضة بلغ المئات، بينهم 65 طفلا عن الأقل، وقال أمين عام نقابة الأطباء في مصر لوسائل الإعلام أن المئات قتلوا وجرح أكثر من 5000 شخص في رابعة، بينما صرّح مصدر أمني عن عثور قوات الأمن على 7 جثث داخل مقبرة بحديقة الأورمان، بعضها متفحم وأخرى عليها آثار تعذيب، مضيفا أن القوات تجري عمليات تمشيط للمنطقة وتنقيتها من الجثث أو السلاح. وكان حريق قد اندلع في حديقة ”الأورمان” وحديقة ”الحيوانات” المجاورة لميدان النهضة أين فضت قوات الأمن اعتصام أنصار الرئيس المعزول. وأجج التدخل العنيف للقوات الأمنية المصرية لفض اعتصامات الإخوان، الوضع في مصر وألهب الشوارع التي تحولت إلى حلبات صراع بعد إعلان القوات المصرية النفير العام ضد اعتصامات مؤيدي مرسي، بعد اندلاع اشتباكات بين قوات الأمن وأنصار الرئيس المعزول محمد مرسي، في مختلف أنحاء القاهرة، وكذا الإسكندرية، بعد إعلان قوات الأمن المصرية بسط سيطرتها على ميدان النهضة بعد فض الاعتصام فيه، بينما تواصلت العملية في ميدان رابعة العدوية، حيث استخدمت الشرطة قنابل الغاز لتفريق مسيرة مؤيدة لمرسي في كل من بني سويف، والمنيا، وأسيوط، والبحيرة. ولم تستثن العديد من المناطق المصرية من غضب الإخوان الذين ثاروا ضد خطوة الأمن أدى الى وقوع اشتباكات عدة في مختلف المحافظات والمدن المجاورة لرابعة والنهضة، حيث تمكنت قوات الأمن من تفريق أنصار الإخوان في بني سويف، بالغاز المسيل للدموع، وتحدثت مصادر أمنية عن إصابة 7 أشخاص في محاولة اقتحام مركز شرطة الواسطي بالمنطقة. ... الحكومة والداخلية تحذران من استهداف المنشآت العامة حذرت رئاسة الحكومة المصرية في بيان لها، جماعة الإخوان من الاعتداء على الممتلكات العامة، وأقدمت قوات الأمن على غلق طريق الكورنيش بالإسكندرية لكنها أعادت فتحه بعد انسحاب الإخوان منه، تجنبا لتوافد المزيد من المؤيدين للإخوان من نقاط أخرى، و حسب ما تداولته مختلف وسائل الإعلام فإن أنصار الإخوان إقداموا على إشعال النيران في كنيسة مارمينا في المنيا جنوبي مصر. وفي ظل الاشتباكات مع أنصار مرسي وحالة من الكر والفر في الميدان والشوارع المجاورة، نفت الداخلية استخدام الرصاص الحي ضد المعتصمين، رافضة ما نقلته بعض القنوات الإعلامية بشأن سقوط ضحايا نتيجة إطلاق الرصاص من قبل الشرطة، وشددت في بيان رسمي لها، أن قواتها لم تستخدم إلا القنابل المسيلة للدموع خلال فضها لاعتصامي رابعة والنهضة، بالرغم من تعرض رجال الأمن لإطلاق نيران كثيف، مؤكدة سقوط 5 قتلى و40 جريحا للشرطة في فض الاعتصامات. الطاوس. ب
الأحزاب الإسلامية تندد وتدعو إلى التعقل والحوار بعيدا عن العنف نددت حركة النهضة، حركة مجتمع السلم، جبهة العدالة والتنمية، بما وصفته ب”المجازر الجديدة” في مصر، أثناء فض اعتصام أنصار الرئيس المصري المعزول محمد مرسي، برابعة العدوية والنهضة، و الذي أدلى إلى سقوط المئات من القتلى والجرحى، داعين الحكومة المصرية التي وصفوها ب”الانقلابيين” إلى مراجعة حساباتهم. ودعت الأحزاب في بيانات، ”الانقلابيين” إلى وقف مجازرهم والعمل على تغليب الحلول السياسية بدلا من الحلول الأمنية، مؤكدة أن الإصرار على القتل سيدفع ثمنه جميع المصريين وفي مقدمتهم المؤسسة العسكرية ومقدراتها. وأشارت إلى أنه في الوقت الذي كان ينتظر فيه العالم تسوية سياسية لمشكل سياسي في مصر، نجم عن انقلاب عسكري أتى على جميع المكتسبات التي حققها الشعب المصري بثورته على الظلم والطغيان، فوجئ العالم أمس بمجزرة جديدة ودماء جديدة تسيل على أرض الكنانة ترتكبها فئة الانقلابيين، وأدانت هذا الإجرام والقتل في حق المعتصمين السلميين ودعت عقلاء مصر للتحرك سريعا لوقف الانحدار نحو العنف، من خلال مقاربة سياسية تشكل مخرجا من الأزمة الحالية التي تعيشها مصر، وتعيد الكلمة للشعب باعتباره مصدر كل سلطة، واستدراك الأمور قبل فوات الأوان، ”فالعنف لا يولد إلا مزيدا من العنف”. من جهته، قال عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، في بيان إن فض الاعتصامات الذي أقدمت عليه الحكومة المصرية باستخدام العنف وإسقاط ضحايا من أبناء الشعب، لهو دليل على إسقاط الحلول السلمية لحل أزمة سياسية وتغييب للعقل والحوار، ومغامرة مجنونة من السلطة الانقلابية، لان العنف لا يولد إلا العنف ويدخل البلاد في دوامة اللااستقرار ويعرض الأمن القومي للخطر وكل ذلك نتيجة مؤكدة للانقلاب على الشرعية، وتابع أن إراقة الدماء البريئة لا يمكن أن تجد لها تبريرات، ” بل إن حرمتها يجب أن تظل قائمة وأن تظل سلامة الوطن أولوية وان تبقى وحدة الشعب خطا احمرا”، داعيا إلى العودة إلى الشرعية الدستورية واستئناف المسار الديمقراطي وحماية حرية التعبير بكل الأشكال السلمية، وقال انه ” ندعو جميع الأطراف إلى الجلوس مع بعضهم البعض في إطار حوار جاد لا يقصي أحدا ويفتح المجال أمام الحلول السياسية في إطار الشرعية الدستورية”. ن.ب تنديد داخلي وخارجي باستخدام الأمن المصري للقوة توالت ردود الفعل على عملية فض اعتصامي الأخوان المسلمين في مصر، في محيط رابعة العدوية وميدان النهضة، والتي ذهب ضحيتها قتلى وجرحى في صفوف الأمن المصري وأنصار مرسي، حيث شجب شيخ الأزهر الشيخ أحمد الطيب، استخدام العنف ضد المصريين، مشيرا إلى أنه ليس حلا للأزمة، داعيا جميع الأطراف إلى ضبط النفس، مشيرا إلى جهله بخطة الأمن في فض الاعتصام، مشددا على ضرورة تبني الخيارات السياسية. وفي أول رد فعل دولي، اعتبر الاتحاد الأوروبي استخدام القوة وتقتيل المحتجين، مطالبا السلطات المصرية بضبط النفس والتعقل. من جهتها استنكرت تركيا ما قام به الجيش صبيحة أمس، وطالب طيب أردوغان، مجلس الأمن والجامعة العربية، التدخل لوقف المجزرة في مصر. ونفس الدعوة وجهتها بريطانيا وألمانيا إلى الأطراف المصرية، فيما ناشدت وزارة الخارجية القطرية كل من بيده السلطة والقوة أن يمتنع عن الخيار الأمني.