أوفد وزير البريد وتكنولوجيات الإعلام والاتصال موسى بن حمادي ممثله للتفاوض مع العمال المحتجين بمؤسسة بريد الجزائر، وذلك بعد أن رفض هؤلاء العودة للعمل وشدّدوا على عدم ضخ أجور 15 مليون جزائري من زبائن البريد إلا في حال صب مستحقاتهم رسميا في حساباتهم، في حين بلغت أمس خسائر المؤسسة 180 مليار سنتيم بعد 6 أيام من الاحتجاجات. وقالت مصادر من مؤسسة بريد الجزائر أن وزير البريد موسى بن حمادي تدخل شخصيا بعد 5 أيام من الإضراب وأوفد ممثله للتفاوض مع العمال، في حين أن هذا الأخير قام بتشكيل لجنة من 5 أعضاء للنظر في مطالب المضربين، إلا أن هؤلاء أصروا على عدم العودة للعمل وناشدوا رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة شخصيا للتدخل وإنهاء أزمتهم. وكان المدير العام لبريد الجزائر، محند العيد محلول، قد أمر أمس بصبّ 30 ألف دينار في حسابات عمال البريد المضربين، وذلك لامتصاص غضبهم وحملهم على إيقاف الإضراب الذي شنّوه منذ 5 أيّام، فيما أكد العمال المضربون أنّ الوضع مزر للغاية، وأنّ الوصاية تمارس سياسة التهميش في معالجتها للملف، واللامبالاة، مشدّدين على أن عمال القطاع لم يتسلّموا أي أجر زائد عكس ما أدلت به بعض وسائل الإعلام، كما أعلنوا تمسّكهم بالإضراب إلى أن تلبى جميع مطالبهم بالحرف الواحد. وبلغت أمس خسائر مؤسسة بريد الجزائر منذ بداية الإضراب الأخير 180 مليار سنتيم بمعدل 30 مليار سنتيم يوميا، وهي خسائر فظيعة مقارنة مع الوضعية المالية المزرية التي تعيشها المؤسسة التي تبقى مهددة بالإفلاس نتيجة الإضرابات والاحتجاجات.