"الإنباف" يدعو بابا أحمد إلى تأجيل الدخول بأسبوعين رأفة بالأطفال الصغار قاطع أمس آلاف من تلاميذ الجنوب وحتى الأساتذة الدخول المدرسي 2013-2014، بعد أن تعدت درجات الحرارة 50 درجة مئوية، خوفا من ضربات الشمس، وذلك في ظل تسجيل سنويا حالات لا تحصى من الإغماءات والإصابة بالرعاف وسط المتمدرسين خاصة في الطورين الابتدائي والمتوسط، في ظل إصرار وزير التربية على رفض مقترح تأجيل الدخول بأسبوعين لتفادي معاناة تلاميذ هذه المناطق، بحجة توفير مكيفات هوائية علما أن ضعف الكهرباء يحيل دون تشغليها في أغلبية المؤسسات التربوية. وفي الوقت الذي نعم أمس تلاميذ الشمال بنهار منعش في أول يوم دخول مدرسي لهم، كانت الأوضاع مغايرة تماما في ولايات الجنوب التي ترواحت فيها درجة الحرارة بين 40 و46 درجة مئوية، وبلغت حتى 50 درجة في بعض المناطق، وفق أساتذة المنطقة، ووفق الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، ما تسبب في مقاطعة التلاميذ والأساتذة للدخول المدرسي في العديد من الولايات على غرار الوادي وأدرار وإيليزي، خوفا من ضربات الشمس الحارقة. ونقل أحد أساتذة ولاية الوادي أن الحرارة الشديدة تتسبب يوميا في حالات إغماء ورعاف، وسط التلاميذ ما جعل الأولياء يرفضون إرسال أولادهم إلى المدارس خاصة في الظهيرة. وتؤكد مصادر أخرى أن حالات لا تعد ولا تحصى تسجل مرارا وتكرارا، وذلك في ظل صمت وزارة التربية الوطنية التي تكتفي بالقول إنها وفرت مكيفات هوائية. وأكد في هذا الصدد المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين ”إنباف”، في تصريح ل”الفجر”، أن توفر هذه المكيفات كعدمها، باعتبار أن مشكلة ضعف الكهرباء يتسبب في عدم تشغيلها، مجددا بذلك طلبه بتأجيل الدخول المدرسي في ولايات الجنوب بأسبوعين على أن يتم التقليص من العطل المدرسية بأسبوع واحد لكل عطلة، وهو الطلب الذي دعا إليه العديد من أساتذة الوادي ومختلف ولايات الجنوب ”رحمة بالأطفال الصغار”. يأتي هذا في الوقت الذي تتباهى به الوزارة بالأرقام، متناسية - على حد قول أحد الأساتذة - ظروف المنطقة الحقيقية. وقال الوزير في هذا الشأن ”ولتسهيل ظروف التعليم في ولايات الجنوب تم تجهيز 145 من مدارس الجنوب ب3900 جهاز تكييف، وتخصيص 5.4 مليار دينار لصيانتها”، ليؤكد عمراوي مرة أخرى مسعود أن الحل ليس في توفير الأجهزة. وبالعودة إلى مشكلة المحفظة الثقيلة تراجع وزير التربية الوطنية عبد اللطيف بابا أحمد عن اعتماد وزارته على الألواح الإلكترونية المشروع الذي كان قد أعلنه من قبل، بعد أن أكد وبشأن اللجوء لتخفيف البرامج وثقل المحفظة الدراسية أن تجسيد هذا المشروع ”سيتطلب عدة سنوات، بل عشرية كاملة”. تشكيل مجلس وطني للبرامج لتخفيف المقررات الدراسية مادة بمادة وأشار بابا أحمد عبر أمواج الإذاعة الوطنية إلى تعميم تدريجيا للأدراج ليشمل كل المدارس عبر التراب الوطني في ظرف ”سنة أو سنتين” بدعم من المجالس الشعبية البلدية والولائية، وذلك ليتسنى للتلاميذ وضع أدواتهم وكتبهم المدرسية دون أن يضطروا لحملها يوميا. وبخصوص تخفيف البرامج، أشار بابا أحمد إلى أنه من المنتظر مراجعة الحجم الساعي لكل مادة بدلا من إلغاء بعض المواد مثلما اقترحه بعض أولياء التلاميذ. وأردف قائلا إن ”لجنة وطنية للبرامج تعمل في هذا الاتجاه”، مضيفا أن ”هناك مشروع نص متعلق بالمجلس الوطني للبرامج الذي يتمتع بصلاحيات أكبر لإحراز التغييرات الضرورية على البرامج والحجم الساعي”، مؤكدا أنه سيتم تنصيب المجلس الوطني للبرامج في ظرف ”شهرين أو ثلاثة أشهر”.