زعيم النهضة استعمل أموالا قطرية لتحرير سجناء إسلاميين وتجنيدهم بأوروبا تؤكد تقارير أمنية أن زعيم حركة النهضة راشد الغنوشي، وراء تأسيس جماعة أنصار الشريعة المتطرفة قبل عودته لتونس، واستعمل في ذلك حسب نفس المصادر التي اطلعت المعلومات ل”الفجر”، أموالا قطرية لتحرير سجناء إسلاميين ببعض الدول الأوروبية. وكان الغنوشي يهدف من وراء ذلك مواجهة استمرار نفوذ الأجهزة الأمنية التونسية خلال حكم بن علي، وكان ملف أنصار الشريعة وراء بروز أزمة و خلافات بين الغنوشي والأمين العام لحركة النهضة، الرئيس الأسبق للحكومة التونسية حمادي الجبالي، مباشرة بعد اغتيال الناشط السياسي شكري بلعيد في جانفي 2013. تشير آخر التقارير الأمنية الصادرة عن سفارات غربية متابعة لتطورات الأزمة السياسية والأمنية بتونس، إلى أن تنظيم أنصار الشريعة الإرهابي، والذي له صلة بتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، يقف وراء تأسيسه زعيم حركة النهضة التونسية راشد الغنوشي، وقالت إن الغنوشي أسس هذا التيار الإرهابي قبل عودته إلى تونس في فيفري 2011، شهر بعد سقوط نظام زين العابدين بن علي، واستعمل في العملية أموالا قطرية تلقاها وهو في إقامته بلندن، لتحرير بعض السجناء الإسلاميين الموقوفين ببعض السجون الأوروبية، وكان الهدف الأول لراشد الغنوشي من تأسيس جماعة أنصار الشريعة، هو الحد من استمرار نفوذ الرئيس الفار زين العابدين بن علي، في بعض المؤسسات الأمنية التونسية، وفي مقدمتها الحرس التونسي والأمن الرئاسي، وهي الأجهزة التي مكنت بن علي، من حكم البلاد لأزيد من ربع قرن بقبضة حديدية. وتفيد نفس المصادر أن زعيم حركة النهضة التونسية ساهم بدور كبير في إطلاق سراح المئات من الإسلاميين وأنصار النهضة الذين كانوا يقبعون بسجون نظام زين العابدين بن علي بتهم الإرهاب والتحريض ضد الأمن العام، بالإضافة الى تسهيل التحاقهم بجماعة أنصار الشريعة بقيادة حسين أبو عياض، خاصة وأن أقرب الأشخاص بداخل حركة النهضة أسندت لهم حقائب وزارة العدل والداخلية في أول حكومة ترأستها النهضة بعد سقوط نظام بن علي. علاقة رئيس النهضة ب”الشريعة” وقطر وراء استقالة الجبالي من الحكومة وتشير ذات التقارير حسب مصادر “الفجر” إلى أن الأزمة السياسية الداخلية التي ظهرت بتونس إثر مقتل المناضل اليساري شكري بلعيد في عملية إرهابية بتاريخ جانفي 2013، كان سببها إلى جانب الصفقة التي تمت بين قطر والغنوشي، العلاقة الحميمة بين رئيس النهضة راشد الغنوشي ورئيس أنصار الشريعة، الأمر الذي دفع برئيس الحكومة والأمين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي، إلى الإعلان على خروجه عن بيت طاعة رئيس النهضة، وتجسد ميدانيا بإعلانه مبادرة سياسية لإخراج تونس من النفق، لكن لم تكتب لهذه المبادرة النجاح بسبب عدم توازن القوى بينه والغنوشي، ما جعله يعلن استقالته من الحكومة. الغنوشي في اتصال دائم مع أبو عياض رغم الحظر الأمني على أنصار الشريعة وأوضحت ذات التقارير أن رئيس النهضة راشد الغنوشي، ظل في اتصال دائم مع زعيم أنصار الشريعة حسين أبو عياض، بعد مقتل المناضل اليساري شكري بلعيد، وتفيد ذات التقارير ما نقل حول اجتماع تم بين الغنوشي وأبو عياض، برعاية قطرية، بتاريخ مارس 2013. وأكدت نفس المصادر أن زعيم النهضة التونسية لا يزال في اتصال مع هذا التنظيم رغم إعلان رئيس حكومته علي العريض، أن ذات التنظيم مسؤول عن الاغتيال السياسي الذي تعرض له محمد البراهمي في أوت الماضي، ويتمسك الغنوشي بهذا التنظيم وفق ذات المصادر، خوفا من تكرار السيناريو المصري بتونس.