لفت الفيلم الجزائري القصير الموسوم ”قبل الأيام” الأنظار بعد أن استطاع المخرج كريم موساوي، صناعته صناعة سينمائية رائعة من حيث معالجة السيناريو وتصوير القصة التي تعود إلى زمن العشرية السوداء بضواحي الجزائر العاصمة، مقدما بذلك عملا مميزا، إلى جانب فيلمين من الأردن هما ”أفق” للمخرجة دريعي زين و”العشاء الأخير” لمحمد علوان. قال المخرج الشاب موساوي كريم، على هامش عرض فيلمه ”قبل الأيام” الذي مثل فيه كل من مهدي رمضاني، سهيلة معلم وشوقي عماري وغيرهم وكتب قصته موساوي وفيرجيني لوجيه وتصوير دافيد شامبي، ”إنّ العمل لا يتناول العشرية السوداء التي تمت معالجتها في عدة أفلام جزائرية، وإنما يصور على مرحلتين مشاعر الجزائريين من خلال الشابين الذين جسدا أطوار القصة وأنّ الحديث عن سنوات التسعينيات يتطلب عديد الأفلام السينمائية بينما لا يكفي فيلمي القصير لتجسيدها كلها”، مشيرا أنّه كسرّ في العمل ثلة من الحواجز على غرار المجتمع الجزائري المقيد بعادات وأعراف قاهرة بتجاوزها وتحقيق الطموح. في السياق يحكي ”قبل الايام” قصة مراهقين يعيشان معا في حي واحد زمن الإرهاب، لكن يسعى كل واحد منهما الى تحقيق حلمه والتغلب على الخوف وصوت الانفجار وصور قتل لأفراد الشرطة في حيهم، حتى الانتقال للعيش في مكان آخر لازال الخوف يطاردهم وشبح الموت يترصد بهم. تم تصوير العمل على مرحلتين، الأولى خاصة بالفتى جابر ومهدي، متمدرسان يتأملان في ما يحدث حولهم بكثير من الشاعرية التي تختزل مشاعر الجزائريين عبر الوطن. وكانت المرحلة الثانية خاصة بيمينة فتاة تريد الحياة لكن الوضع الأمني المتدهور يجعلها تخاف على أبيها الشرطي وجدتها المريضة، وفي النهاية ترحل الفتاة الى مكان آخر للعيش فيه مع العائلة.. بينما تظل صورة الفتى جابر تلاحقها.