ميزت عروض اليوم الثالث من منافسة الأفلام القصيرة تواجد فيلمين من الأردن هما ”أفق” و”العشاء الاخير”، إلى جانب الفيلم الجزائري ”قبل الأيام” قبل أن تختتم خمسة أفلام من مصر، الجزائر، الأردن، لبنان والإمارات مسابقة الفيلم القصير فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي في دورته السابعة. المرأة الأردنية.. البحث عن الذات خارج القوقعة جسدت المخرجة الأردنية، زين دريعي، المرأة العربية والأردنية في فيلم عرضته أول أمس بقاعة سينماتيك بوهران، حمل عنوان ”أفق”، وكان بمثابة شهادة حقيقية عن معاناة المرأة، لاسيما الأمية في مجتمع يفتقر الى مناصب الشغل وتنتشر فيه مشاكل اجتماعية. وصورت القصة في 32 دقيقة رصدت خلالها وضع المرأة الأمية الماكثة بالبيت التي تعاني في صمت، دون أن يلتفت إليها الرجل الذي هو الآخر لا يكفيه دخله المادي لإعالة الأسرة. لكن تحاول إبراز صورة لجانب آخر، كون هذه المرأة الضعيفة تستطيع تقديم أكثر مما تقدمه في بيتها، بنت أحداثها على قصص نجاح نساء في حياتهن بعد أنّ كنّ ضمن القوقعة ذاتها، كما سلطت الضوء على عمالة الأطفال بعد أن أرغم الرجل أولاده على ترك الدراسة والعمل من أجل مساعدته على مصاريف الحياة. غير أنّ المخرجة حاولت أن تقنع الجميع أنّه بإمكان المرأة تغيير حياتها نحو الأفضل من خلال ما رسمته للأم الشابة ”فاتن” التي استطاعت النجاح في مشروع غير حياتها وعائلتها بتقدير نصف الجهد من زوجها. ”العشاء الأخير”.. الهروب إلى المجهول عاد المخرج علوان محمد، عبر حكاية مزجت بين الخيال والواقع حول حياة عبد القادر الذي يعيش خارج الزمن وخارج المجتمع، متجردا ما يشد إلى الحياة والواقع بكل ما يعرفه من تفاصيل المشاكل والاضطهاد والقمع والظلم ولحظات الفرح والأرض التي لفت حبيبته، منغمسا في تأملها واسترجاع الذكريات من أجل العيش في عالم آخر ليس عالمه، عالم مليء بالخيال والوحدة معا، حيث هذا الإنسان الضعيف الفار من الحياة وصل الى الحكمة لدرجة التفلسف بناء على صراع داخلي يلازمه في محنته التي تنتهي بانتحار. ويحاول المخرج من خلال هذا العمل القصير الوصول إلى أنّ الواقع والخيال قد يتلقيان في نقاط معينة.