أجهضت قوات الأمن المسيرة المليونية التي نظمها الشباب العاملون في إطار عقود الإدماج المهني والشبكة الاجتماعية من ساحة البريد المركزي إلى غاية قصر الحكومة، واعتقلت خلالها عشرات المتظاهرين الذين تجمهروا في الساعات الأولى من صباح أمس أمام قصر الحكومة للمطالبة بتجسيد الانشغالات المطروحة من طرفهم منذ مدة طويلة، رافعين شعارات عديدة، على غرار ”الإدماج حق مشروع لا رجعة فيه”، ”نريد مناصب عمل دائمة” و”لا للتهميش والقمع الإداري”. انطلقت الوقفة الاحتجاجية التي نظمها عمال عقود ما قبل التشغيل في إطار مخطط التمويه الذي حرصت اللجنة على تجسيده من ساحة البريد المركزي إلى قصر الحكومة، وسط مطاردات وتعزيزات أمنية من طرف عناصر الشرطة التي حاصرت كافة المداخل والمخارج المؤدية إلى قصر الحكومة، لمنع المتظاهرين من الوصول إليه الأمر الذي أسفر عن تسجيل حالات اعتقال عديدة في صوف المتظاهرين. وأكد عدد من المتظاهرين أن الاعتصام الذي نظموه اليوم يعتبر نقطة تحول حاسمة في مسار سلسلة الاحتجاجات التي قام بها عمال عقود ما قبل التشغيل، كونهم أثبتوا أنه ورغم محاولات قمع اعتصامهم إلا إنهم لم يتنازلوا عن مطالبهم المتعلقة بإدماج كافة المستخدمين في إطار جهاز عقود ما قبل التشغيل، الحاملين للشهادات، في مناصب دائمة، كما طالبوا بتجميد مسابقات التوظيف العمومي إلى غاية إدماج هذه الفئة عبر مختلف الولايات، مع احتساب سنوات العمل في الخبرة المهنية، معبرين عن استيائهم الشديد من سياسة العمل الهش، ومطالبين بفتح حوار لتسوية وضعية كل من يشغل منصب عمل مؤقت. وحمل المحتجون لافتات للمطالبة بإيجاد حل لمشكلتهم، والاحتفاظ بمناصبهم والمنح التي تم توقيفها منذ شهر جويلية الماضي، إثر التحقيقات التي قامت بها لجنة من مديرية التشغيل في عدد من المؤسسات، منها ديوان التعليم عن بعد، وغيرها من المطالب التي أكدت اللجنة عدم التراجع عنها إلى غاية افتكاك جميع انشغالات هاته الفئة.