عاين وزير السياحة والصناعات التقليدية، خلال زيارته الرسمية الأولى منذ توليه المنصب خلال التعديل الحكومي الأخير، عدة محطات تابعة للقطاع، موزعة على أربع بلديات وهي بغاي معقل الملكة الأمازيغية الكاهنة، الحامة، ششار وبوحمامة. واستهل الوزير زيارته بوقوفه على مشروع إعادة تأهيل المحطة البخارية حمام لكنيف الوحيدة من نوعها في إفريقيا، وهي عبارة عن بركان خامد عرفته المنطقة منذ ملايين السنين، ومازال يدر بخارا يستعمل للاستحمام والتداوي والذي رصد له مبلغ 4 ملايير سنتيم لإنشاء هياكل جديدة تدخل ضمن مخطط التوسع السياحي، لترقيته لصنف مركب سياحي. كما عاين الوزير في سياق تشجيع السياحة الحموية المحطة المعدنية المعروفة بحمام الصالحين، والتي تعود إلى الحقبة الرومانية وهي تسير حاليا من طرف أحد المستثمرين الخواص قبل أن ينتقل للوقوف على المنظر الطبيعي المصنف سنة 1928 بمنطقة تبردقة ببلدية ششار. وفي سياق تشجيع الصناعة التقليدية ومبادرات الحركة النسوية الجمعوية في هذا المجال، أعطى الوزير إشارة انطلاق الصالون الوطني للنسيج والغزل بمشاركة 13 ولاية وهي التظاهرة الأولى من نوعها التي تنظم بولاية خنشلة في هذا المجال، وهي المبادرة التي ثمّنها المسؤول الأول عن القطاع باعتبار أن زربية خنشلة لها شهرة كبيرة تعدت حدود الوطن. وفي الأخير، عرج الوزير على موقع القرية السياحية بأعالي شيلية وهي النقطة التي وقف عندها مطولا ملحا على ضرورة تثمين مثل هذه المشاريع وتشجيعها، لأن من شأنها أن تخلق حركية اقتصادية وبالتالي إخراج المنطقة من العزلة السياحية. وفي هذا المجال، فإن عمليات الترويج وبكل الوسائل المتاحة لا سيما التكنولوجيا منها، أصبحت أكثر من ضرورة لأن موازين الأقطاب السياحية في شمال إفريقيا قد تغيرت بفعل أحداث عابرة، وهي الفرصة التي يجب أن تستغل لاستقطاب الأعداد الهائلة من السياح الجزائريين، سواء المقيمين داخل الوطن أو خارجه، وكذا الأجانب والتي تعرف ارتفاعا محسوسا خلال السنوات الماضية.