فتحت مصالح الأمن بالبيّض تحقيقا، بعد ما شهدت يوم أول أمس غضبا شعبي واحتجاجا أمام مبنى مقر العيادة المتعددة الخدمات ببلدية كاف الأحمر الواقعة على بعد 46 كلم عن عاصمة ولاية البيّض حيث أقدم مئات المواطنين الغاضبين على غلق مقر القاعة المتعددة الخدمات ببلدية الكاف لحمر بالبيّض مطالبين بحضور مدير الصحة ومدير الصحة الجوارية بالبيّض، بعد وفاة امرأة حامل على متن سيارة مازدا والتي كانت في طريقها إلى مستشفى محمد بوضياف أين لفظت أنفاسها في منتصف الطريق. احتج المواطنون الغاضبون على غياب الطبيب المناوب والقابلة وسيارة الإسعاف ما اضطرهم حسب ما صرح به الكثير منهم إلى نقل المرأة الحامل على متن سيارة خاصة من نوع مازدا في وضعية كارثية ما يعكس حسبهم وضعية تردي الخدمات بالقاعة التي تعرف مشاكل كبيرة وتعكس وضعية قطاع الصحة بالبيّض والمتردي حسب السكان. وحسب زوجها (ح.ط) فإن وضعية الزوجة كانت تستدعي تدخلا طبيا عاجلا إلا أنها لم تجد من يعتني بها بالقاعة. وأمام هذا الوضع اضطر الزوج السيد حميدي طاهر إلى الاستعانة بسيارته الخاصة وهي سيارة قديمة لنقل زوجته إلى مستشفى محمد بوضياف، لكنه لم يكن يدري أن زوجته ستلفظ أنفاسها الأخيرة مع مولودها في الطريق. كما جاءت هذه الحركة الاحتجاجية تعبيرا من السكان عن تذمرهم الشديد من قلة المعدات والوسائل الطبية منها سيارات الإسعاف، التي كانت سببا في وفاة سيدة في السادس والثلاثين من عمرها رفقة مولودها. حمى الاحتجاج وغضب سكان بلدية كاف الأحمر، توسعت بعد صلاة الجمعة مباشرة أمام مبنى العيادة المتعددة الخدمات طيلة مساء أمس، وقد تدخلت الجهات المعنية لإقناع المحتجين بفتح الطريق والسماح للعاملين بالعيادة الالتحاق بمكان عملهم، غير أن ذلك لم يجد نفعا في ظل إصرار السكان على فتح تحقيق في ملابسات وفاة السيدة ومولودها، ومحاسبة المتسببين فيها، بالإضافة إلى تزويد العيادة بسيارات إسعاف جديدة وتهيئته بمعدات طبية متطورة كباقي العيادات الموجودة بالولاية، ووضع حد لكل أشكال البيروقراطية والتهميش. وقد صرح ممثل المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بالبيّض السيد قاسمي عبد الوهاب بأنه اتخذ قرار توقيف الطبيبة المناوبة مع فتح تحقيق ومتابعة كل من كان سببا في التهاون أو التقصير بالعيادة وإحالتهما على لجنة الطاعة والتأديب بعد تغيبهما عن العمل مما تسبب في وفاة امرأة حامل نتيجة إصابتها بنزيف حاد عجل بموتها في الوقت الذي كان من المفروض أن تخضع لعناية طبية ومراقبة دائمة من قبل الطاقم الطبي المشرف على هذه العيادة.