إعادة هيكلة 26 ألف مدرسة قرآنية وفتح أقسام للتحضيري ومحو الأمية شرعت وزارة الشؤون الدينية في إعداد مرسوم سيرفع إلى الحكومة قريبا يتعلق بإعادة هيكلة 26 ألف مدرسة قرآنية بالجزائر، ومن المنتظر أيضا أن يتم تمكين الخواص من فتح مدارس قرآنية تمتد من أطوار التحضيري ومحو الأمية إلى غاية الأطوار النهائية وفق دفتر شروط محدد. وحسب مضمون المشروع الذي سيرفع على الحكومة قريبا، فإن إعادة هيكلة المدارس القرآنية في الجزائر بما فيها الزوايا والكتاتيب سواء المتصلة بالمساجد أو المنفصلة عنها والتي تعرف نوعا من الفوضى، جاءت بسبب غياب قانون يؤطرها إلى جانب عدم توحيد البرامج الدراسية، ما جعل التدريس لا يخضع إلى قواعد معروفة وانحصر في تحفيظ القرآن فقط، حيث تقرر خلق أطوار تعليمية داخل المدارس ابتداء من مرحلة ما قبل التمدرس، والتي تضم الأطفال البالغين من 4 إلى خمس سنوات ويقتصر التعليم فيها على حفظ آيات من القرآن، إلى جانب دروس في السيرة النبوية إلى غاية مرحلة النهائي، والتي يتم من خلالها تدريس أحكام التجويد وعلم التوحيد واللغة العربية وحفظ القرآني، حيث يتخرج الطالب بشهادة معادلة للأطوار التعليمية الأخرى كما سيتم فتح مدارس خاصة بمحو الأمية تقتصر على تعليم أبجديات اللغة العربية وكذا حفظ القرآن. بالمقابل راسلت وزارة الشؤون الدينية مدراء الشؤون الدينية على مستوى 48 ولاية لضبط وحصر احتياجات الولايات، ومدى إقبال الأولياء في كل ولاية على إرسال أبنائهم إلى المدارس القرآنية، وعلى هذا الأساس سيتم زيادة مدارس في الولايات التي يكون بها إقبال على التعليم القرآني، خاصة بالولايات الجنوبية التي مازال التعليم القرآني بها يستقطب عددا معتبرا من المواطنين الذين يفضلون المدرسة القرآنية أو الزاوية على دور الحضانة. وتفتح وزارة الشؤون الدينية والأوقاف أيضا من خلال هذا المشروع أبواب التعليم القرآني أمام الخواص وفق دفتر شروط صارم، يتم من خلال اشتراط مستوى تعليمي وكذا التمويل الخاص لمشروع المدرسة التي يجب أن تكون بمقاييس تتيح للطالب والمتمدرس ظروف الدراسة مع شرط الاستمرارية، حيث أن صاحب المدرسة القرآنية الخاصة مطالب بمتابعة التدريس في جميع الأطوار، كما يمكن للوزارة أن تقدم دعما لصاحب المدرسة في حدود المعقول مثل توفير له أئمة مدرسين في حالة الحاجة.