قال خبراء الاتّحاد الدّولي لمرضى الزّهايمر، إنّ هذا الداء وخرف الشّيخوخة أضحيا وباء عالميا يبعث على القلق، وهو الآن في تزايد مستمرّ. كما جزموا أنّه لم يعد يقتصر على البلدان ذات الدّخل العالي دون باقي الدّول مثلما أشارت إليه تقارير صحية خلال السّنوات الأخيرة. ويتوقّع هؤلاء الخبراء أن يتجاوز عدد الأشخاص المصابين بعته الشيخوخة في العالم العدد الحالي بثلاثة أضعاف بحلول العام 2050، وأكّدوا أن حوالي 44 مليون شخص في العالم يعيشون بالدّاء وأنّ هذا الرّقم مرشّح لأن يصل إلى 135 مليون شخص بحلول 2050. كما وصف المختصون الحصيلة النّهائية للتّقرير الذي أعدّه الاتّحاد الدّولي لمرضى الزّهايمر بالتّعاون مع المرصد الدّولي للشيخوخة والعته التّابع لمعهد كينغ كوليج بلندن، والذي حمل عنوان ”التأثير العالمي لعته الشّيخوخة 2013-2050”، والتي نشرت قبل عرضها على قمّة مجموعة الدّول الثّمانية التي بدأت فعّالياتها يوم أمس 11 ديسمبر 2013 بلندن، بالمقلقة جدّا وتستدعي من القائمين على الصّحة العالمية إعادة النّظر في السّياسات المستقبلية للصّحّة العمومية بشأن الدّاء.يذكر أنّ داء عته الشّيخوخة يشمل أنواعا أخرى كالزّهايمر، وتضمّ متلازمته عدّة أعراض منها نقص الذّاكرة، وتحكيم العقل، والقدرة على انجاز النّشاطات اليومية، لذا نجده يشغل بال القائمين على الصّحّة منذ سنين عديدة، ليس فحسب تخوّفا من الاصابة به أو اصابة أحد أقاربهم ولكنّ لما يترتّب عنه من تبعات اقتصاديّة واجتماعيّة جرّاء توفير الرّعاية للمريض. فكلّما طال أمل المريض في الحياة كلّما تطلّب الأمر تضحيات وجهود جمّة للتأقلم والتكيّف مع وضع جديد قاس. لذا استلزم الأمر تضامنا دوليا في مجال البحث والوقاية لمكافحته وترقية الرّعاية التّكفّل الصّحيين بالمريض. وحسب الخبراء، يصيب عته الشّيخوخة كبار السّن على وجه الخصوص، وقد أحصت منظّمة الصّحّة العالمية 35.6 مليون شخص مريض في العالم، ويتمّ كل سنة اكتشاف 7.7 مليون حالة جديدة. وهي أرقام لا تتوقّف عن الارتفاع لذا حثّت الصّحّة العالمية كافّة الحكومات لعدم الاستهانة بالدّاء وادراجه ضمن أولويات الصّحّة العمومية، وإلا تعرّضت فئاتها السكانية المقبلة على مرحلة الشيخوخة إلى إعاقات وتبعيّات، وهي نتائج ستكون وخيمة على الفرد المجتمع على حدّ سواء. وأفاد تّقرير الاتّحاد الدّولي لمرضى الزّهايمر، أنّه في الوقت الحالي تتركز نسبة 38 بالمائة من حالات عته الشّيخوخة في البلدان الغنيّة، لكنّ الخبراء يرون أنّ الكفّة سرعان ما ستنقلب بحلول 2050 لتبلغ 71بالمائة في الدّول الفقيرة وتلك السّائرة في طريق النّمو، مشيرا إلى أنّ أغلب هذه الحكومات لم تحضّر نفسها كما ينبغي لمواجهات الدّاء ولم توفر وسائل التكفل الصحي بمرضاه، وأنّ عدد الأشخاص المسننين سيعرف ارتفاعا كبيرا في المستقبل القريب. لذا ينبغي ان نكون في قمّة الجاهزية لمواجهة الوضع وإدراج عته الشيخوخة ضمن تحديات الصّحّة العمومية بالنسبة للجيل القادم. ومن جهة أخرى، يرى مسؤولو الاتّحاد الدّولي لمرضى الزّهايمر أن انعقاد قمة الثمانية سيكون بمثابة فرصة سانحة ينبغي استغلالها لحث الحكومات على التفاعل واتخاذ التدابير الملموسة والعمل، بالتنسيق مع على السياسات الواجب اتباعها على الصعيد العالمي، والتي ينبغي أن تشمل التّشخيص والاستفادة من الفحص والعلاج القائم على معطيات مقنعة للتكفّل بالمرضى. وبخصوص مدى تفشّي الدّاء في بلادنا، أفادت المؤسسة الجزائرية لطبّ الأعصاب أنّ عدد مرضى الزّهايمر في جزائر اليوم يقدّر ب 100 ألف شخص. في هذا السياق، صرّح البروفيسور اسماعيل داودي، رئيس مصلحة طبّ الأعصاب بالمؤسسة الاستشفائية بتيزي وزو، خلال استضافته لتنشيط حملة توعوية بمخاطر الدّاء بثّتها قناة الاذاعة الجزائرية، بمناسبة اليوم العالمي لداء الزّهايمر الذي صادف 21 سبتمبر الفائت، أنه يوجد في الجزائر حوالي مليوني شخص في سن الشّيخوخة، أي ما يعادل نسبة 6.6 بالمائة من مجموع عدد السّكان، وأنّهم معرّضون للإصابة بالزهايمر بحكم عامل السن، هو ما يتطلّب منا التفكير في عواقب الأمور.