أكدّ مشاركون في الاحتوائية الخاصة بالكاتب والأديب مرزاق بقطاش، والتي منح على إثرها وسام ”خادم اللغة العربية”، بأنّ الرجل واحد من الذين أفنوا عمرهم في خدمة لغة الضاد والدفاع عنها رغم إتقانه للغات الأجنبية، حيث لم تزعزعه محاولة اغتياله الفاشلة الجبانة، كما أنّه لم يستسلم طوال 50 سنة الماضية في ظل مركب النقص الذي يعاني منه الجزائريون بسبب الحديث بالفرنسية. قال محمد الصغير بلعلام، رئيس مؤسسة مولود قاسم نايت بلقاسم أول، أمس، في الندوة التكريمية التي نظمتها جمعية الكلمة للثقافة والإعلام، بالمركز الثقافي عز الدين مجوبي بالعاصمة، بأنّ بقطاش من القلائل الذين لم يستسلموا منذ 50 سنة، لم تزعزعه حتى محاولة اغتياله الجبانة الفاشلة سنة 1993، وقد خدم اللغة العربية وهو الذي يتقن اللغات الأجنبية فلم تبعده اللغات عن الضاد. وأضاف بأنّه يذكره بالمرحوم مولود قاسم الذي يتقن عدة لغات لكنه اختار دوما العربية للحديث بها رغم أن الكثير يتهمه بالمتخلف والرجعي، فمرزاق جدير بالتكريم حيا قبل وفاته. وفي السياق أوضح محمد بصغير الجزائر ليست بحاجة إلى قانون تعميم استعمال اللغة العربية يقنن لنا هويتنا، لأنّ الحديث عن هذا القانون سُبة للجزائريين في بلد لغته العربية. كما أشار إلى أنّ الجزائريين لديهم عقدة نقص يجب أن يعترفوا بها لأنّ التقليد للغة المستعمر لا يجب أن تبعده عن أصله وجذوره. قائلا ”من يظن بأنّ الفرنسية غنيمة حرب فهو خاطئ لأنّها فرضت على الشعب الجزائريين طوال 130 سنة من الاستعمار”. ومن جهة أشار عبد القادر ساحلي، كاتب ومبدع في شهادته عن القاص والأديب مرزاق بقطاش، بأنّه رجل متخلق ومتواضع أحب لغته ووطنه ويختلف كثيرا عن أبناء هذا البلد. حيث أكدّ بأنّه نموذج فريد من نوعه على شباب اليوم من المبدعين والمبدعات الاقتداء به. لأنّهم على حدّ تعبيره يتحدثون في العصر الراهن بهرطقات أخرى ويقصد اللغات الأجنبية متناسين العربية لغتهم وأصلهم. وخلال تكريمه استعرض مرزاق بقطاش الفترة التي عاشها كتلميذ في مدارس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، منها مدرسة ”التهذيب” العربية، التي كانت تحفة في الجمال المعماري وفي الأداء التربوي؛ الأمر الذي أثار حسد بعض المدارس الفرنسية، ناهيك عن تعرض بعض أبنائها للضرب في المراكز الفرنسية إبان معركة الجزائر من طرف القبّعات الحمراء.أحداث وأحداث تذكّرها بقطاش، لينقطع صوته وهو يبكي تأثرا، مختتما حديثه بالترحم على أخته المؤرخة السيدة خديجة تلميذة والمرحوم أبو القاسم سعد الله، وعلى إخوته الذين رحلوا. كما دعا الكثير من المثقفين الحاضرين حفل التكريم، في مداخلاتهم م وشهاداتهم حول الكاتب مرزاق بقطاش على ضرورة تكريم الأحياء قبل الأموات من مثقفينا وأدبائنا.