بمن يستهزئ الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، عندما قال أمام الحضور في المركز اليهودي الفرنسي، الإثنين الماضي، إن المهم أن وزيره للداخلية “مانويل فالز” عاد سالما معافى من الجزائر! “مانويل فالز” كان ضمن الوفد الذي زار الجزائر مؤخرا مرافقا للوزير الأول الفرنسي. الزيارة التي حققت لفرنسا امتيازات اقتصادية في بلادنا من شأنها أن تفك الخناق على الاقتصاد الفرنسي الذي يعاني من أزمة غير مسبوقة منذ سنوات. فهل هي زلة لسان، أم أنها الطريقة التي يرد بها الفرنسيون الجميل لخدامهم في الجزائر؟! ما قاله هولاند يعكس النظرة الحقيقية التي ما زالت فرنسا تنظر بها لمستعمرتها السابقة، والتي هي نظرة احتقار، ليس لشعبها، وإنما للمتبركين ببركتها، الرافضين لقطع الحبل السري معها، والباحثين دوما عن رضاها. ومع أن هولاند يعرف أن زيارة وزيره الأول ووزيره للداخلية إلى بلادنا لم تتزامن مع أي أحداث، لا إرهاب ولا حتى مجرد مظاهرة، ومع ذلك غرز السكين في الجرح!؟ فهل هي محاولة للتقرب من اللوبي اليهودي في فرنسا على حساب الجزائر، أم هي طريقة الرجل لرد الجميل لبلادنا التي رهنت مستقبلها الاقتصادي بيد الشركات الفرنسية، بل بيد الخيارات الفرنسية دون غيرها؟! ربما هي صفعة للجزائر التي حاول رئيسها مجهدا نفسه رغم المرض، إرسال رسالة صداقة لهولاند رغم المعارضة الواسعة لهذه الزيارة هنا، عندما قال له قل لرئيسك إن العمل الذي قام به في مالي هو عمل جيد، مع أن موقف الجزائر الرسمي لم يكن مع التدخل العسكري، وإن كانت الجزائر سمحت بعبور الطائرات الفرنسية عبر أجوائها، الشيء الأمر الذي أحدث ردة فعل عنيفة وكان سببا مباشرا لعملية تيغنتورين في جانفي الماضي. فكيف لنا أن نقلب صفحة الماضي مثلما يطلب منا أصدقاؤنا الأعداء في فرنسا في كل مرة يزورون الجزائر، ويطلبون منا أن ننظر إلى المستقبل وننسى الماضي، وإن كان لا يمكننا أن ننسى الماضي لينساه المسؤولون مثلما يحلو لهم، فنحن غير معنيين بصداقتهم هذه لفرنسا. نعم فالنظر إلى المستقبل يبدأ أولا من احترام الآخر، وما قاله هولاند فيه احتقار لنا ولبلادنا، بينما أرسل من جهة أخرى وزيره الأول ليتودد لنا و”يلهف” مشاريعنا وأموالنا. نعم هذا هو معنى الصداقة الفرنسية - الجزائرية لخصه هولاند في جملة واحدة، ارتقى بها على رقابنا تقربا إلى إسرائيل؟