التعريف بالكتاب: كان كتاب قاسم أمين ”1863- 1908م” ”تحرير المرأة - 1899” أول كتاب أثار زوبعة، أومعركة فكرية واجتماعية في الثقافة والمجتمع العربيين الحديثين، مما دفع مجموعة من الكتّاب إلى الردّ عليه أهمهم: 2 - تعدُّد الزوجات: ^ ..ولا يعذر رجل تزوَّج أكثر من امرأة،اللهم إلاَّ في حالة الضرورة المطلقة؛ كأن أصيبت امرأته الأولى بمرض مزمن لا يسمح لها بتأدية حقوق الزوجية. أقول ذلك ولا أحب أن يتزوجَّ الرجل بامرأة أخرى حتى في هذه الحالة وأمثالها؛ حيث لا ذنب للمرأة فيها. والمروءة تقضي أن يتحمّل الرجل ما تصاب به امرأته من العلل، كما يرى من الواجب أن تتحمّل هي ما عساه كان يُصابُ به. وكذلك توجد حالة تسوِّغ للرجل أن يتزوَّج بثانية إمّا مع المحافظة على الأولى إذا رضيت،أو تسريحها إن شاءت، وهي ما إذا كانت عاقراً لا تلد؛ لأن كثيراً من الرجال لا يتحمَّلون أن ينقطع النسل في عائلاتهم. أمَّا في غير هذه الأحوال فلا أرى تعدُّد الزوجات إلا حيلة حيلة شرعية لقضاء شهوة بهيمية؛ وهو علامة تدلُّ على فساد الأخلاق، واختلال الحواس، وشره في طلب اللذائذ. والذي يطيل الباحث في النصوص القرآنية التي وردت في تعدُّد الزوجات يجد أنها تحتوي إباحة وحظراً في آن واحد.قال تعالى:{فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثُلاث ورُباع فإن خِفتم ألاَّ تعدلوا فواحدةً أو ما مَلَكت أيْمانكُم ذلك أدنى ألاَّ تعُولُوا}. {ولن تسْتطيعوا أن تعْدلُوا بين النِّساء ولو حرَصتُم فلا تميلُوا كلَّ المَيْل فتذروها كالمعلقة وإن تُصلحوا وتتَّقوا فإن الله كان غفوراً رَّحيماً}. ومن هذه الآيات يتَّضح أن الشارع علَّق وجوب الاكتفاء بواحدة على مجرَّد الخوف من عدم العدل،ثم صرح بأن العدل غير مستطاع، فمن ذا الذي يمكنه أن لا يخاف عدم العدل مع ما تقرر من أنَّ العدل غير مستطاع؟ وهل لا يخاف الإنسان من عدم القيام بالمحال؟ أظنُّ أنَّ كلَّ بشر إذا أراد الشرع في عمل غير مستطاع يخاف بل يعتقد أنه يعجز عن القيام به والوقوع في ضده... .. يتبع