جولة خاصة قادتنا إلى غابة بوشاوي ببلدية الشراڤة، للتمتع بالهواء العليل في يوم مشمس و دافئ بشمس الشتاء المحتشمة، حيث ينتابك الحنين للجلوس تحت الأشجار الكثيفة التي تغطي الغابة والديكور المميز الذي صنعته الكراسي المصنوعة من خشب الأشجار التي توحي أنك تعيش في جو مغامرات أفلام ”الوسترن” أوفي أدغال الغابات الاستوائية المشهورة، والتي صنعت مجدا كبيرا في أذهان العديد من الأشخاص المولعين بالقصص المثيرة. أشخاص يركضون وأعداد هائلة من الأطفال الذين جاؤوا للتمتع بالأسبوع الأخير من العطلة الشتوية، يلهون وسط الألعاب التي وضعت تحت الأشجار وآخرون يلعبون بالكرة، وعائلات اختارت ظلا تحت الشجر لتناول الغذاء أو التراخي تحت النسيم النقي، ونسوة فضلت هذا المكان لخياطة ”شالات” أو ”صدريات” بالصوف، عربات جميلة وضعت لبيع كل أنواع الحلويات وطهي ”البينيي” التي عبقت رائحته المكان، إلى جانب دراجات ”البيتش باقي” التي يستأجرها أشخاص لأبنائهم للتمتع بالجو الغابي إلى جانب ركوب الخيل من كل الأصناف. ولعل السمة البارزة في الغابة هي تواجد الخيول التي أعطت وجها آخر لها، حيث تجذب الجميع هناك؛ بألوانها البيضاء والحمراء والبنية، بأحجام وأشكال مختلفة وأسماء متعددة، تجعل كافة الزوار يداعبونها أو يأخذون صورا معها، لاسيما الأطفال الذين تغمرهم السعادة عند رؤيتها وامتطائها. وتكلف جولة على ظهر حصان في الغابة ما قيمته 100 دج لمدة 5 إلى 10 دقائق، و400 دج لمدة نصف ساعة، حسب أصحاب الأحصنة.. إنه الديكور الخاص الذي يميز غابة بوشاوي، فالكل يبحث عن الراحة أوالاستمتاع مع أبنائهم. من جهة أخرى، كشف رئيس قسم محافظة الغابات بغابة بوشاوي، مصطفى بوهالي، أن هذه المساحة الخضراء الشاسعة تستقطب قرابة ألف زائر خلال العطل، ومنها العطلة الشتوية وخلال نهاية الأسبوع.. حيث تعتبر بوشاوي ملاذا للأشخاص الباحثين عن الراحة من كل الفئات العمرية، وتنشيط الدورة الدموية من خلال ممارسة الرياضة بكل أنواعها، حيث تظل هذه الغابة الوجهة الوحيدة للعاصميين لممارسة هذا النشاط بالهواء الطلق. وأكد نفس المتحدث أن يوم الجمعة هو أكثر أيام الأسبوع إقبالا من طرف هواة ممارسة النشاط البدني، حيث يأتون في الصباح الباكر وفي بعض الأحيان بعد تأدية صلاة الفجر مباشرة، عندما تكون الأحوال الجوية مواتية، مضيفا في سياق حديثه أن تأمين المكان بانتشار عناصر الدرك الوطني ليلا ونهارا وتهيئة الأرضية على طول 12 كلم شجع عائلات على جلب أبنائهم إلى هذه الغابة التي تعتبر متنفسا هوائيا طبيعيا خالصا.